المتداخلة؛ وذلك لأنه جاء: طَاحَ يطُوح وتاه يتُوه حينئذ بالواو[1] وجاء: طاح يطيح، وتاه يتيه بالياء[2].
اعلم[3] أن القول بأن طاح يطيح، وتاه يتيه من اللغة المتداخلة عند من يقول: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ بعيد؛ لأنه إن لم يقل طَيَّحْتُ وتَيَّهْتُ لم يكن عنده متداخلا بل شاذا وإن قال به فهو من الأجوف اليائي، وكذا إن قال به غيره، وحينئذ لا يكون شاذا ولا متداخلا، [على أن التداخل لا يتصور ضمنا؛ لأن صورة الماضي في التغيير واحدة] [4] وأما فإن قال طيَّحْتُ وتَيَّهْتُ، فطاحَ يطِيح، وتاه يَتِيه جاء على القياس[5]. [1] في "ق"، "هـ": بالواو حينئذ. [2] قال سيبويه: "وأما طاح يطيح وتاه يتيه فزعم الخليل أنهما فعِل يَفْعِل بمنزلة حَسِبَ يَحْسِبُ. وهي من الواو ويدلك على ذلك طَوَّحت وتَوَّهت، وهو أطوَحُ منه وأتوَهُ منه، فإنما هي فعِل يَفْعِل من الواو كما كانت منه فعِل يَفْعَل، ومن فَعِل يَفْعِل اعتلتا. ومن قال: طيَّحت وتيَّهت فقد جاء بها على باع يبيع مستقيمة. وإنما دعاهم إلى هذا الاعتلال ما ذكرت لك من كثرة هذين الحرفين فلو لَم يفعلوا ذلك وجاء على الأصل أدخلت الضمة على الياء والواو والكسرة عليهما في فَعُلْتُ وفَعِلْتُ ويَفْعُل ويَفْعِل، ففروا من أن يكثر هذا في كلامهم مع كثرة الياء والواو، فكان الحذف والإسكان أخف عليهم. ومن العرب من يقول: ما أتيهه، وتيَّهت، وطيَّحت" "الكتاب: 4/ 344, 345"، وينظر كذلك المنصف: 1/ 261, 263". [3] في "هـ": واعلم. [4] ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". [5] في اللسان "طوح": "قال سيبويه في طاح يطيح: إنه فَعِل يَفْعِلُ؛ لأن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الواو، كراهة الالتباس ببنات الياء، كما أن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الياء؛ كراهة الالتباس ببنات الواو أيضا، فلما كان ذلك عدما البتة. ووجدوا فَعِل يَفْعِل في الصحيح كحَسِبَ يَحْسِبُ وأخواتها وفي المعتل كوَلِي يَلِي وأخواته، حملوا طاح يطيح على ذلك، وله نظائر، كتاه يتيه وما يميه. وهذا كله فيمن لم يقل إلا طوَّحه وتوَّهه، وماهت الرَّكيّة مَوْهًا. وأما من قال طيَّحه وتيَّهه، وماهت الركيَّة منها، فقد كفينا القول في لغته؛ لأن طاح يطيح وأخواته على هذه اللغة بنات الياء، كباع يبيع ونحوها" "4/ 2717". وقال المازني في تصريفه: "ومن العرب من يقول" تيَّه، وطيَّح "فهو عند هؤلاء مثل باع يبيع" وقال أبو الفتح: إنما ذهب أبو عثمان إلى أن "تيَّه" و"طيَّح" من الياء؛ لأنهما لو كانا من الواو لقالوا "توَّه، وطوَّح" كما حكى الخليل "المنصف: 1/ 262".