هـ- ميلاده:
إن كتب التراجم التي بين أيدينا والتي تُرجمت لركن الدين لا تحدثنا عن السنة التي ولد فيها، غير ما جاء في بعضها على سبيل التلميح لا التصريح.
أقول: إن كتب التراجم يمكن تصنيفها بالنسبة إلى موقفها من ميلاد ركن الدين إلى ما يلي:
أ- بعضها لم يتعرض لميلاده، لا بالتصريح ولا بالتلميح، وذلك هو القسم الأكبر.
ب- بعضها تتعرض له بالتلميح دون التصريح؛ بأن تذكر تاريخ الوفاة ثم تذكر عمر ركن الدين حين الوفاة، فكأنها أعطتنا تاريخ الميلاد وإن لم تأت به صريحًا، مع العلم أن ثمة اختلافًا كبيرًا في ذلك بين هؤلاء المؤرخين.
جـ- بعضها الآخر ورد به تصريح بتاريخ الميلاد، وذلك في القليل النارد.
وإليك البيان مع اضطراب أقوال المؤرخين:
أما القسم الأول الذي لم يتعرض لميلاده إطلاقًا، لا بالتصريح ولا بالتلميح، فمنهم: ابن تغري بردي، وحاجي خليفة، وإسماعيل البغدادي والعاملي، وعمر كحّالة.
وأما القسم الثاني، ذلك الذي ذكر تاريخ الميلاد بالتلميح، فإليك بيان ما جاء فيه:
1- ذكر السبكي "ت 771هـ" في طبقات الشافعية الكبرى أن ركن الدين توفي سنة 715هـ عن سبعين سنة[1].
وتابعه في ذلك المقريزي "ت 845هـ" في كتابه السلوك[2] ثم ابن حجر "ت 852هـ" في الدرر الكامنة[3]. فعلى هذا يكون ميلاد ركن الدين سنة 645هـ. [1] ينظر: 9/ 407. [2] ينظر: 2/ 158. [3] ينظر: 2/ 17.