شطر من حياته، وكان ركن الدين شابًا يافعا عرف عنه النبوغ المُبكر في عصره وطارت شهرته، وأنه قد شرح هذين الكتابين في وقت مبكر من حياته، ربما لا يكون قد بلغ العشرين من عمره آنذاك، وهما أول مصنفاته، وصل ذكره وذكر كتابيه إلى ياقوت فترجم له قبل وفاته، وكان ركن الدين لا يزال شابا في مقتبل العمر فأثار ذلك إعجاب ياقوت، وقال عنه: "حسنة طبرستان وأوحد ذلك الزمان". ثم توفي ياقوت سنة "626هـ" وكان ركن الدين لا يزال آنذاك حيا، بدليل أن ياقوت لم يذكر تاريخ وفاته ولا حتى مولده.
وأرى كذلك أن أصحاب الروايات السابقة التي حددت تلميحًا سنة ميلاده لم يكونوا قد اطلعوا على ترجمة ياقوت له، وإلا كانوا قد رجحوا ما رجحناه.
ويؤيد ما رجحناه أيضًا بشأن ميلاد ركن الدين وأنه كان من المعمرين ما قاله ابن العماد الحنبلي؛ حيث نص على أن ركن الدين "قد شاخ"[1]. ومرحلة الشيخوخة -كما نعلم- تبدأ من بعد الخمسين إلى ما لا نهاية[2]، وليس بغريب في أي زمن أن يعيش المرء "115" عامًا، أو "120" عامًا أو نحو ذلك، وعلى هذا يكون ركن الدين قد ولد سنة 600هـ، أو حول هذا التاريخ، وهذه [1] شذرات الذهب: 6/ 35. [2] ذكره صاحب اللسان، وأضاف: "وقيل: من الخمسين إلى الثمانين" اللسان "شيخ: 4/ 2373".