و موطنه:
ونقصد بموطنه مسقط رأسه حيث ولد ونشأ وقضى طفولته وصباه حتى شب عن الطوق, وبدت عليه معالم النبوغ والتفوق.
وكتب التراجم التي بين أيدينا والتي ترجمت لركن الدين لا تحدثنا عن المكان الذي ولد فيه، ولكنا نرجح أنه ولد في مدينة "أستراباذ" بفتح الهمزة وكسرها[1]؛ وذلك لإجماع المؤرخين على نسبته إليها.
- أستراباذ:
مدينة كبيرة مشهورة أخرجت الكثيرين من أهل العلم في كل فن، وهي مدينة في شمال فارس، من أعمال طبرستان في بلاد مازندران بين سارية وجرجان. وتقع بالقرب من الجانب الجنوبي الشرقي من بحر قزوين، وتبعد عن البحر من جهة الشرق ثلاثة وعشرين ميلًا، وهي على ارتفاع 380 قدمًا على سطح البحر على سفح جبال شاهقة الارتفاع مغطاة بالغابات الكثيفة، وهي فرع من جبال البرنس، وعلى حافته واد متسع تكثر المستنقعات في كثير من أرجائه، وتقل الزراعة فيه على الرغم من خصوبته، وينتهى بصحراء التركمان الرملية "قُرَه قُمْ".
ويفسر البعض معنى "أستراباذ" بمدينة النجوم؛ إذ "أستروستاره" بمعنى "نجم" في الفارسية. والبعض الآخر يفسر معناها بمدينة أو مكان البغال "أستروستر" بالفارسية: البغل؛ إذ يقال إنه لم يسكنها في أول عهدها سوى أصحاب البغال والحمير[2]. [1] وهذا الضبط لابن الأثير في اللباب: 1/ 51. أما ياقوت فيذكر في معجم البلدان 1/ 174 أنها بفتح الهمزة. [2] ينظر: اللباب: 1"/ 51"، ومعجم البلدان: "1/ 174-175"، ودائرة المعارف الإسلامية: "2/ 87-88".