غير دقيق في مسألتين اثنتين: إحداهما[1]: تتعلق بنسبة رأي إلى صاحبه، حيث ذكر أن عيسى بن عمر، وأبا العباس المبرد، كانا يريان أن المؤنث إذا سمي باسم مذكر، على ثلاثة أحرف ساكن الوسط، مثل زيد ونحوه، يمنع الصرف فقط. ولكني رأيت أنهما يجوزان الأمرين في هذه المسألة، مع ترجيح الصرف.
والثانية[2] تتعلق بنسبة قراءة إلى صاحبها، وهي قراءة قوله تعالى: "يُسَبَّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِِ، رِجَالٌ"[3]. ببناء "يُسَبَّحُ" للمفعول، فقد نسب هذه القراءة لعاصم وابن عامر. والحق أنها قراءة ابن عامر وأبي بكر، أما قراءة حفص التي رواها عن عاصم فهي {يُسَبِّحُ} بالبناء للفاعل.
وسوف نتحدث عن هذين المأخذين في موضعهما من البحث إن شاء الله تعالى[4].
وعلى كل فمأخذ في كتاب البسيط على ضخامته، ومأخذ آخر في كتاب الوافية لا يقللان بحال من الأحوال من شأن عالمنا الكبير.
فلست إذن بالغاوي ولا المتعصب، ولكنها بموضوعية شديدة الصورة التي انطبعت في نفسي وذهني، بعد دراسة الرجل دراسة فاحصة واعية [1] في البسيط: 1/ 150. [2] في الوافية: ص49. [3] سورة النور: من الآيتين: "36، 37". [4] ينظر: ص من الكتاب.