نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 126
و"زَيْدٌ": مصدرُ "زَادَ يَزِيدُ زَيْدًا وزِيادَةً". وأنت إذا سمّيت رجلاً بأحدهما فلم تسمّه لأنّه نهرٌ، أو زائدٌ على غيره.
وهذه الأسماء -أعني "ابن عمر" و"ابن عَبّاس" و"ابن مسعود"- وغيرها ممّا ذكره في الأصل، شاملةٌ كل مولود لهم، والاسمُ إذا غلب واشتهر، صار كالمتواضَع عليه، وجرى مجرى العلم في إفادة التعريف، وذَهابِ الوهم إلى شخص بعينه، حتى لا يقال لكلّ من كان ابنًا لعمر وعباس: ابنُ عمر وابن عبّاس، حتى يقيَّد باسمه أو صفتِه. فـ "ابنُ عمر" غلب على "عبد الله بن عمر بن الخطّاب"، رضي الله عنه. و"ابن عبّاس" غلب على "عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب" رضي الله عنه. و"ابن مسعود" غلب على "عبد الله بن مسعود". و"ابن الزُّبَيْر" غلب على "عبد الله بن الزُّبَيْر ابن العَوام"، وذلك لشُهْرتهم بالعِلمْ، كان يضرب بهم المثل في الفِقْه؛ يقال: فقهُ العَبادِلَة. وقوله: "العبادلة" تكسيرُ "عبد الله"، كأنّه رُكّب من المضاف والمضاف إليه اسم رباعيٌّ، نحو: "عَبْدَلٍ"، ثم جمعوا على "عبادلة" كـ "صَيارِفَةٍ"، و"صَياقِلَةٍ"، وقد يفعلون مثلَ ذلك في النسب. قالوا: "عَبْدَريّ"، "وعَبْشَميّ"، في النسب إلى "عبد الدار"، و"عبد شَمْسٍ"، كأنّهم نسبوا إلى "عَبْدَرٍ"، و"عَبْشَمٍ"؛ فعلى هذا قياس تكسيره "عَبادِرَةٌ"؛ و"عَباشِمَةٌ"، وليس ذلك بقياس.
وقالوا: "ابن الصَّعِق". و"الصعقُ": رجل هت كِلابٍ مُعاصرُ النُّعْمان بن المُنْدِر، واسمه "خُوَيْلِدُ بن نُفَيْل بن عمرو بن كِلابٍ"، كان يطعم الطعامَ بتهامَةَ، فهَبَّتْ ريحٌ، فسفت التُّرابَ في جِفانه، فشَتَمَها، فرُمي بصاعقةٍ قتلته، فقال بعض أهله [من الوافر]:
72 - وإن خُوَيْلِدًا فابْكِي عليه ... قتيلُ الرِّيحِ في البَلَد التِّهامِي
= "جعفرا": مفعول به منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.
وجملة "لا بق موجود فيه": في محل جرّ صفة لـ"بلد". وجملة "يفجرن جعفرا": في محلّ نصب صفة لـ"نبطيات".
والشاهد فيه قوله: "يفجّرن جعفرا" حيث جاءت كلمة "جعفر" اسمًا لنهر، لا اسمًا لعلم كما هو شائع.
72 - التخريج: البيت بلا نسبة في لسان العرب 10/ 199 (صعق).
الإعراب: "وإنّ": الواو: بحسب ما قبلها، "إنّ": حرف مشبّه بالفعل. "خويلدًا": اسم "إن" منصوب بالفتحة. (فابكي): الفاء: حرف استئناف، "أبكي": فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المخاطبة، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "عليه": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "ابكي". "قتيل": خبر "إن" مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، "الريح": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "في البلد": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "قتيل". "التهامي": صفة لـ"البلد" مجرورة بكسرة مقدّرة على الياء. وجملة "إن خويلدًا قتيل": ابتدائية لا محل لها من الإعراب، أو بحسب الواو.
والشاهد فيه: أن خويلدًا قتلته الصاعقة، فسمّي "الصعق".
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 126