نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 184
التأنيث ممّا دخلت عليه. ألا ترى أنّك تفتح آخرَ الأول منهما، كما تفتح ما قبل تاء التأنيث؛ فإن نكرته صرفته، تقول: "هذا حضرَموتُ وحضرَموتٌ آخَرُ"، منعتَ الأولَ الصرفَ؛ لأنّه معرفةٌ، وصرفتَ الثاني؛ لأنه لماّزال التعريفُ، بقيت علّةٌ واحدةٌ، وهو التركيبُ، فانصرف، وفُتح الاسم الأوّل للتركيب. وينزل الثاني من الأوّل منزلةَ تاء التأنيث، ويمتنع الثاني من الصرف للتركيب والتعريف. وكلُّ ما كان من ذلك، كان على ما ذكرنا مع منع الصرف.
ويجوز فيه إضافةُ الأوّل إلى الثاني، فإذا أضفت، أعربت الأوّل بما يستحقّه من الإعراب؛ ونظرت في الثاني، فإن كان ممّا ينصرف، صرفته؛ وإن كان ممّا لا ينصرف، لم تصرفه. فتقول فيما يضاف إلى المنصرف: "هذا حَضْرُمَوْتِ وبَعْلُ بَك"؛ وإن أضفت إلى ما لا ينصرف، قلت: "هذا رَامُ هُرْمُزَ ومارُ سَرْجِسَ"، و"رأيت رامَ هرمزَ ومارَ سرجسَ"؛ و"مررت برامِ هرمزَ وبمارِ سرجسَ". قال جَريرٌ [من الوافر]:
114 - لَقِيتُم بالجَزِيرَة خَيْلَ قَيْسٍ. . . فَقُلْتُم مارَ سَرْجِسَ لاقِتالَا
أنشد على قول من أضاف. فمن لم يضف يقول: "مارَ سرجسُ" بالضمّ, لأنّه يجعله كالاسم الواحد حكمًا؛ يقول: "يا مارَسرجسُ".
وأمّا "مَعْدِيكرِبُ" ففيه الوجهان؛ التركيب والإضافة. فإن ركّبتهما، جعلتهما اسمًا واحدًا، وأعربتهما إعراب ما لا ينصرف، فتقول: "هذا معديكربُ"، و"رأيت معديكربَ"، و"مررت بمعديكربَ"، كما تقول: "هذا طلحةُ"، و"رأيت طلحةَ"، و"مررت بطلحةَ". وإذا أضفت، كان لك في الثاني منعُ الصرف، وصرفُه. فإذا صرفته اعتقدت فيه
114 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 750؛ وتذكرة النحاة ص 301؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 283؛ ولسان العرب 6/ 106 (سرجس)؛ والمقتضب 4/ 23، 24.
اللغة: قيس: هم قيس عيلان، ومارَ سرجِسُ: اسم نبطي سمَّى به جريرُ تغلبَ نفيًا لهم عن العرب. المعنى: عندما لقيتم خيل قيس عيلان قلتم خورًا وجبنا لا نقاتلكم.
الإعراب: "لقيتم": فعل ماضٍ مبني على السكون، و"تم": فاعل مبني على السكون في محل رفع. "بالجزيرة": جار ومجرور متعلقان بحال من الضمير في "لقيتم". "خيل": مفعول به. "قيس": مضاف إليه. "فقلتم": الفاء: حرف عطف، "قلتم": مثل "لقيتم". "مارَ": منادى مضاف منصوب. "سرجس": مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف. "لا": نافية للجنس: "قتالا": اسم "لا" مبني على الفتح، والألف: للإطلاق، وخبر "لا" محذوف.
وجملة "لقيتم": ابتدائية لا محل لها، وعطفت عليها جملة "قلتم". وجملة "يا مارَ سِرجس": اعتراضية لا محل لها. وجملة "لا قتال": مقول القول محلها النصب.
والشاهد فيه قوله: "مار سَرْجِس" حيث أَضاف جُزْأَه الأول "مارَ" إلى الثاني "سَرْجِس"، ومنع الثاني من الصرف للعلمية والعجمة، ويجوز رفعه على أن يجعل الثاني من تمام الأول بمنزلة هاء التأنيث من المذكر (كما في الرواية الثانية).
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 184