نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 190
"يفوقان شَيْخِيَ في مجمع"؛ وشيخُه: هو مرداسٌ. وإن صحّت روايتهم، فإنّه جعله قبيلةً لتقدُّمه، وكثرةِ أشياعه.
وأمّا "عامرُ ذو الطول" فأبو القبيلة، ويجوز أن يكون جعله القبيلة نفسها، فلم يصرفه، ثم ردّ الكلامَ في الصفة إلى اللفظ. ومنه قوله تعالى: {إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} [1]، صرف الأول؛ جعله أبا القبيلة، ومنعه الصرفَ ثانيًا؛ لأنّه جعله نفس القبيلة. وأمّا قوله مُصْعَبُ: "حين جدّ الأمر"، فإنّ الرواية الصحيحة: "وأَنْتُمْ حينَ جدّ الأَّمر". وإن صحّت تلك الروايةُ، حمله على إرادة القبيلة. وكان أبو بكر بن السَّرّاج يقول: "لو صحّت الرواية في ترك صرف ما ينصرف [2]، ما كان بأبعد من قوله [من الطويل]:
119 - فبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَه قال قائلٌ ... لِمَن جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نَجِيبُ
إنما هو"فبَيْنَا هو"، فحذف الواو من "هُوَ"، وهي متحرّكةٌ، من نفس الكلمة؛ وإذا جاز حذفُ ما هو من نفس الحرف، كان حذف التنوين، الذي هو زيادةٌ، للضرورة أولى. والذي ذكره ابن السرّاج لا أراه؛ لأن التنوين حرفٌ دخل لمعنى، فإذا حُذف، أَخَلَّ بذلك المعنى. وليس كذلك ما هو من نفس الكلمة؛ ألا ترى أنَّه لمّا اجتمع التنوين مع ياء [1] هود: 68. [2] في الطبعتين: صرف ما لا ينصرف"، تحريف. والتصحيح عن جدول التصحيحات الملحق بطبعة ليبزغ ص 904.
119 - التخريج: البيت للعجير السلوليّ في خزانة الأدب 5/ 257، 260، 9/ 473؛ والدرر 1/ 188؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 332؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 284؛ والكتاب ص 141؛ ولسان العرب 3/ 435 (هدبد)، 15/ 476 (ها)؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 150، 5/ 265؛ والخصائص 1/ 69؛ ورصف المباني ص 16.
المعنى: وبينما هو يبيع رحله، بعد أن أضلّ بعيره ويئس من عوده، إذ سمع من يعرّف البعير ليطلبه صاحبه.
الإعراب: "فبياه ": الفاء: بحسب ما قبلها، "بينا": ظرف زمان مبني على السكون، متعلق بـ "قال"، وأصل الهاء: "هو": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "يشري": فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو"رحله": مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة."قال": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. "قائل": فاعل مرفوع وعلامة رفع الضمة الظاهرة. "لمن": اللام: حرف جر، "من": اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "جميل": مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. "رخو": صفة أولى لـ "جمل" مرفوعة بالضمة وهو مضاف. "الملاطِ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "نجيب": صفة ثانية مرفوعة بالضمة.
وجملة "هو يشري": في محل جر بالإضافة. وجملة "قال قائل": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لمن جمل": في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه قوله: "فبيناه" فإن أصل هذه الكلمة "فبينا هو" حيث حذف الواو من "هو" للضرورة.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 190