نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 207
المراد: كان الشأنُ والأمرُ الناسُ نصفان.
ومن ذلك قوله: "نِعْمَ رجلًا زيدٌ"، ففي "نِعْم" فاعلٌ مضمرٌ فسّرته النكرةُ بعده، والتقديرُ: "نعم الرجلُ رجلًا زيدٌ"، أي المضمرُ كنايةٌ عن رجلٍ. ومثلُه: "رُبَّهُ رجلًا" أدخل "رُبَّ" على مضمر لم يتقدّم له ذكرُ ظاهرٍ، وفسّره بما بعده؛ ويسمّيه الكوفيون المضمر المجهولَ.
وأمّا حذفُ الفاعل ألبتّة، وإخلاء الفعل عنه، فغيرُ معروف في شيء من كلامهم. فكان ما قلناه، وهو الحملِ على الإضمار بشرط التفسير أوْلَى؛ إذ كان له نظيرٌ من كلام العرب، فكان أقَل مخالفة.
* * *
وقوله: "تُضْمِر في الأوّل اسمَ من ضربك وضربتَه"؛ يريد مضمَر الاسم المذكور؛ لأنّه فاعلٌ ومفعولٌ من جهة المعنى؛ إذ كان ضاربًا ومضروبًا. ولذلك يُترجَم بباب الفاعلَيْن والمفعولَيْن اللذَيْن يفعل كل واحد منهما بصاحبه مثلَ ما يفعل به الآخرُ. فإذَا قلت: "ضربني وضربتُ زيدًا"، أضمرت في الأوّل اسمَ "زيد" الذي فَعَل بك من الضرب مثلَ ما فعلتَ به. فأمّا البيت الذي أنشده، وهو من أبيات الكتاب، لطُفَيْل الغَنَويّ [من الطويل]:
وكُمْتًا مُدَمّاةً كأنّ مُتونَها ... جَرَى فَوْقَها واستَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ
فشاهدٌ على إعمال الثاني، وهو اختيارُ سيبويه، نصب "اللونَ" بـ "استشعرت"، وأضمر في "جَرَى" فاعلًا دلّ عليه "لونُ مذهب". ولو كان أعمل الأولَ، لَرَفَعَ اللونَ
= وأخرى تثني عليه لما نالت منه من خير.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمّن معنى الشرط متعلّق بجوابه. "مت": فعل ماضٍ، والتاء: ضمير في محلّ رفع فاعل. "كان": فعل ماضِ ناقص، واسمه ضميرالشأن محذوف. "الناس": مبتدأ مرفوع. "نصفان": خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنىّ. "شامت": بدل من "نصفان"، مرفوع، وقيل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "نصف منهم شامت". "وآخر": الواو: حرف عطف، "آخر": معطوف على شامت، وقيل: مبتدأ أصله نعت لمحذوف مبتدأ تقديره: "ونصف آخر". مثن: نعت "آخر" على الأول، وخبر للمبتدأ على الثاني. "بالذي": جار ومجرور متعلقان بـ"مثن". "كنت": فعل ماضٍ ناقص، والتاء: ضمير متصل في محل رفع اسم "كان". "أصنع": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا".
وجملة "إذا مت ... ": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "مت": في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة "كان الناس ... ": جواب الشرط لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "الناس نصفان": في محلّ نصب خبر "كان". وجملة "كنت أصنع": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "كان الناس نصفان" حيث أضمر في "كان" ضمير الشأن، وأخبر عنه بالجملة الاسميّة بعده.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 207