نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 246
يُبْصَر فيه، والذي أحْوَجَ إلى تقديرِ المصدر بالزمان ههنا أنّه قد نُقل عنهم: "أخطبُ ما يكون الأميرُ يومُ الجمعة" بالرفع، فكذلك قُدّر الأوّلُ بالزمان، وقُضي على "إذَا" التي هي الخبرُ بالرفع فاعرفه.
وأمّا قولهم: "كلُّ رجل وضَيْعَتَهُ" فالمرادُ كلُّ رجل وضيعتُه مقرونان، إلَّا أنّك حذفت الخبرَ واكتفيتَ بالمعطوف, لأنّ معنى الواو هنا كمعنّى "مَعَ"، فقولُك: "كل رجل وضيعته" بمعنَى: مع ضيعته، وهذا كلامٌ مكتفٍ فالواوُ ههنا كالواو في قولك: "استوى الماءُ والخَشَبَةَ"، إلَّا أنّ قولنا: "استوى الماء والخشبة" أوّلُه فعلٌ يعمل فيه. وليس ههنا فعلٌ، وإنّما هو اسم عُطف على اسم بالواو التي معناها معنَى "مَعَ"، فعُطفتْ لفظًا، والمعنى معنى الملابَسة. واعلمْ أن الواو التي بمعنَى "مَعَ" لا بدّ فيها من معنَى الملابسة، والواوُ التي لمُطْلَقِ العطفِ قد تخلو من ذلك، ألا ترى أنّك إذا قلت: "ما صنعتَ وأباك" المعنى: ما صنعت مع أبيك، وما صنع أبوك معك. وكذلك إذا قلت: "كلّ رجلٍ وضيعتَه" لأنّ معناه مع ضيعته، ولو قلت: "زيدٌ وعمرٌو خارجان" لم يجز حذفُ الخبر، لأنّه ليس في اللفظ ما يدلّ عليه، وليس كذلك "كل رجلُّ وضيعته", لأنّ معناه: مع ضيعته، و"مَعَ" تدلّ على المقارَنة فاعرفه.
فصل [مجيء المبتدأ والخبر معرفتين]
قال صاحب الكتاب: "وقد يقع المبتدأ والخبر معرفتَين معًا كقولك: "زيدٌ المنطلقُ"، و"الله إلهُنَا"، و"محمَّد نَبِينا"، ومنه قولُك؛ "أنتَ أنتَ"، وقولُ أبي النَّجْم [من الرجز]:
138 - أنا أبو النَّجْم وشِعْرِي شِعْرِي
138 - التخريج: الرجز لأبي النجم في أمالي المرتضى 1/ 350؛ وخزانة الأدب 1/ 439؛ والخصائص 3/ 337؛ والدرر 1/ 185؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 1610؛ وشرح شواهد المغني 2/ 947؛ والمنصف 1/ 10؛ وهمع الهوامع 1/ 60؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 307، 6/ 412؛ والدرر 5/ 79؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 103، 290؛ ومغني اللبيب 1/ 329، 2/ 435، 437؛ وهمع الهوامع 2/ 59.
الإعراب: "أنا": ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. "أبو": خبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "النجم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "وشعري": الواو: حرف عطف، و"شعري": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمر متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "شعري": خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
وجملة "أنا أبو النجم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شعري شعري": معطوفة على=
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 246