نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 304
دعاء له يَهْنِىءُ، و"الظفَرُ" فاعلُه، فصار "يهنىء له الظفرُ" بمنزلةِ "هنيئًا له الظفَرُ"، وصار اختزالُ الفعل وحذفُه في "هنيئًا له" كحَذفه في قولهم: "الحَذَرَ"، وتقديرُه: احْذَرِ الحَذَرَ.
وقالوا: "عائذًا بك". قال الشاعر [من البسيط]:
178 - ألْحِقْ عَذابَك بالقوم الذين طَغَوْا ... وعائذًا بك أنْ يَعْلُوا فيُطغْونِى
وقالوا: "أقائمًا وقد قعد الناسُ؟ " و"أقاعدًا وقد سار الرَّكْبُ؟ " فإنّ هذه أسماءُ فاعلين، وهي منصوبةٌ على الحال. وقد قدّر سيبويه [1] العاملَ فيها بأفعالٍ من ألفاظها على حدّ قولك: "أقِيامًا والناسُ قُعُودٌ". و [من الرجز]:
179 - أطَرَبًا وأنتَ قِنَّسْرِيُّ ... [والدهرُ بالإنسانِ دوّاريُّ]
= والشاهد فيه قوله: "ليهنىء له الظفرُ" وتصريحه بالفعل، فَدَل على أن معنى "هنيئًا له الظفر" كمعنى "ليهنىء له الظفر"، وأن "هنيئًا" موضوع موضع "ليهنىء" لذلك لزمه النصب خاصةً.
178 - التخريج: البيت لعبد الله بن الحارث السهمى في لسان العرب 3/ 498 (عوذ)؛ وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه 1/ 381؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص 475.
اللغة: يُطغوني: يدخِلُوني في طغيانهم.
المعنى: دعا الله عَزَّ وَجَلَّ أن يلحق عذابه بالطاغين، وأن يسلّمه منهم، واستعاذ بالله من أن يزيد أمر الطغاة فيفسدوا عليه دينه.
الإعراب: "ألحق": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت. "عذابك": مفعول به منصوب بالفتحة، وكاف الخطاب: مضاف إليه محله الجر. "بالقوم": جار ومجرور متعلقان بـ"ألحق". "الذين": اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة لـ"القوم". "طغوا": فعل ماضٍ مبني على الضمة المقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، وواو الجماعة: في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. "وعائذًا": الواو: استئنافية، و"عائذًا": اسم فاعل مشتق نائب عن مصدره في النصب على المفعولية المطلقة للفعل المحذوف، وقيل: منصوب على الحالية، وعامله محذوف، والتقدير: أعوذ بك عائذًا أو أخضع لك عائذًا. "بك": جار ومجرور متعلقان بـ"عائذًا" أو بعامله (أعوذ)."أنْ": حرف مصدري وناصب. "يعلوا": فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: فاعل محله الرفع، والألف: فارقة. "فيطغونى": الفاء: حرف عطف، و"يطغوني": معطوف على "يعلوا" والنون: للوقاية، وياء المتكلم: مفعول به محله النصب.
والمصدر المؤول من "أن" والفعل "يعلوا" مجرور بحرف جر محذوف، أو منصوب بنزع الخافض، أما المصدر المؤول من "أن" والفعل "يطغوني" فمعطوف على المصدر السابق، والتقدير: وعائذًا بك من علوهم وطغيانهم.
وجملة "أَلْحِق": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "طَغَوا": صلة الموصول الاسمى لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعوذ عائذًا": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه: وضع (عائذًا) موضع المصدر الموضوع مَوْضِع الفعل، والتقدير: أعوذ بك عائذًا، أي عياذًا. [1] الكتاب 1/ 338.
179 - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 480؛ وجمهرة اللغة ص 1151؛ وخزانة الأدب 11/=
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 304