responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش    جلد : 1  صفحه : 366
ولا عن المستغاث والمندوب, وقد التزم حذفه في "اللهم" لوقوع الميم خلفًا عنه".
* * *
قال الشارح: قد جاء عنهم حذفُ حرف النداء من النكرة المقصودة، قالوا: "أصْبحْ ليلُ"، و"افْتَدِ مخنوقُ"، و"أطْرِقْ كَرَا" يريد ترخيمَ "كَرَوانٍ" على قولِ من قال: "يا حارُ" بالضمّ. وذلك أن هذه أمثالٌ معروفةٌ، فجرت مجرى العَلَم في حذفِ حرف النداء منها. وقال أبو العبّاس المبرّد: الأمثالُ يُستجاز فيها ما يستجاز في الشعر لكثرة الاستعمال لها. فأمّا قول العَجَّاج [من الرجز]:
جارِيَ لا تستنكري عذيري
فإنّه يريد: يا جاريةُ، فإنّما رَخَّمَ، فحذف تاءَ التأنيث، وحذف أداةَ النداء ضرورةً. ولا يجوز حذفُ حرف النداء من المستغاث به، فلا تقول: "لَزَيْدٍ"، وأنت تريد: يا لَزيدٍ, لأن المستغِيث يبالغ في رفعِ صوته وامتداده لتوهُّمه في المستغاث به الغَفْلَةَ والتراخِيَ.
وكذلك المندوب، قال سيبويه [1]: لا يجوز حذفُ حرف النداء منه لأنّهم يختلِطون، ويدعون ما قد فات وبعُد عنهم. والاختلاطُ الاجتهادُ في الغَضَب، ولأنّهم يريدون به مذهبَ الترنّم ومَدَّ الصوتِ، ولذلك زادوا الألفَ أخيرًا مبالغةً في الترنّم.
فأمّا قولهم: "اللَّهُمَّ"، فهو نداءٌ، والضمةُ فيه بناءٌ بمنزلتها في "يا زيدُ"، والميمُ فيه عِوَضٌ من حرف النداء، ولذلك لا يجتمع "يَا" مع الميم إلّّا في شعرٍ أنشده الكوفيون [2]، لا يُعْرَف قائله ويكون ضرورةً، وذلك قوله [من الرجز]:
224 - إنّي إذا ما حَدَثٌ ألَمَّا ... دَعَوْتُ يا اللَّهُمَّ يا اللهمّا

= به منصوب، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "سيري": بدل من "عذيري" منصوب، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة. "وإشفاقي": الواو: حرف عطف، و"إشفاقي": معطوف على "سيري" مصوب، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة. "على": حرف جرّ. "بعيري": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ "إشفاقي"، و"بعير" مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة النداء " ... جاري": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تستنكري": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه: حذف حرف النداء ضرورة قبل المنادى "جاري".
[1] انظر الكتاب 2/ 220.
[2] انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين، ص 341 - 347.
224 - التخريج: الرجز لأبي خراش في الدرر 3/ 41؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1346؛ والمقاصد =
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست