نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 397
أصبتَ القرطاسَ على طريق التفاؤُل والحَدْسِ لصحّةِ التسديد. فكذلك إذا رأيت رجلًا قاصدًا مكانًا وطالبًا أمرًا، قلت: "مرحبًا وأهلًا وسهلًا"، أي: أدركتَ ذلك، وأصبتَه، فحذفوا الفعل لكثرة الاستعمال، ودلالةِ الحال عليه.
ويقول الرادّ: "وبِكَ وأهلًا وسهلًا"، فإذا قال: "وبك وأهلًا وسهلًا"، فكأنّه لَفَظَ بـ "مرحبًا بك وأهلًا وسهلًا"، ولذلك عطف. وإذا قال: "وبك أهلًا"، فإنّما اقتصر في الدعاء على الأهل فقط من غيرِ أن يعطِفه على شيء قبله، كأنَّ الرُّحْب والسَّعة قد استقّرا استقرارًا يغْنِيه عن الدعاء. فإذا رددتَ، فإنّما تعني أنّك لو جئتني لكنتَ بمنزلةِ من يقال له هذا، إذ لا يحسن أن يقول الزائر للمزور: "أهلًا"، لأن الحال لا تقتضي من الزائر أن يصادِف عنده المزورُ ذلك، وإنّما جئتَ بـ "بك" في قولك: "وبك وأهلًا" لِيتبيّن أنّه المعنيُّ بالدعاء لا لأنّه متّصل بالفعل المقدّر كما كان في قولك: "سَقْيًا لك" كذلك، وتقديرُه: سقاك اللهُ سَقْيًا ولَكَ، كأنّه قال: "هذا الدعاءُ لك"، فيجيء "لَكَ" على تقدير آخَر لا على تقديرِ: سقاك الله.
ومن العرب من يرفع، فيقول: "مرحبٌ وأهلٌ"، أي: هذا مرحبٌ، فيكون "هَذَا" مبتدأً محذوفًا، و"مرحب" الخبرَ. قال طُفَيْلٌ الغَنَويّ [من الطويل]:
242 - وبالسَّهْب مَيْمُونُ النقِيبَةِ قولُه ... لمُلْتَمِسِ المعروفِ أَهْلٌ ومَرْحَبُ
قال سيبويه [1]: ومنهم من يرفع، فيجعل ما يُضْمَر هو ما يُظْهَر. يريد أنّه إذا رفع أضمر مبتدأً، فيكون ذلك المبتدأ هو الخبرَ المظهَر في المعنى بخلافِ ما إذا نصبتَ، لأنّك في حال النصب تُضْمِر فعلًا، والفعلُ ليس بالاسم الظاهر.
وقالوا: "إن تأتِني فأهلَ الليل، وأهلَ النهار" على معنَى "فإنّك تأتي أهلَ
242 - التخريج: البيت لطفيل الغنوي في ديوانه ص 38؛ والدرر 3/ 9؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 184؛ وبلا نسبة في المقتضب 3/ 219؛ والمنصف 3/ 37؛ وهمع الهوامع 1/ 169.
اللغة: السهب: اسم موضع. النقيبة: الطبيعة. يرثي الشاعر رجلًا دُفن في ذلك الموضع.
الإعراب: "وبالسهب": الواو بحسب ما قبلها، و"بالسهب": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف مقدّم. "ميمون": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "النقيبة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "قوله": بدل من "ميمون" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "لملتمس": جار ومجرور متعلقان بـ "قوله"، وملتمس مضاف. "المعروف": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أهلٌ": خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هذا، أو مبتدأ خبره محذوف، تقديره: لك. "ومرحب": حرف عطف واسم معطوف مرفوع.
وجملة "وبالسهب ميمون": بحسب الواو. وجملة "هذا أهل": في محلّ نصب مقول القول.
والشاهد فيه قوله: رفع "أهل ومرحب" على إضمار مبتدأ، أو إضمار خبر كما تقدّم في الإعراب. [1] الكتاب 1/ 295.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 397