نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 88
فتحكم على محلّها بإعراب ذلك الموضع؛ وأمّا الفعل فَمِنْهُ ما هو مُعْرَبٌ، وهو المضارعُ، إلّا أنّه لا يدخله الجرُّ، وسنُوضِح [1] علّةَ امتناعه منه في موضعه من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.
ومن خواصّ الاسم التنوين، والمراد بالتنوين ههنا تنوينُ التمكين، نحو: "رجلٍ"، و"فرسٍ"، و"زيدٍ"، و"عمرٍو"، ولا يكون ذلك إلّا في الأسماء، فهو من خواصّها، لأنه دخل للفرق بين ما ينصرف من الأسماء، فلذلك كان خصيصًا بها، ولم يُرِد مُطْلَقَ التنوين؛ ألا ترى أنّ من جملة التنوين تنوينَ الترَنُّمِ؛ ولا تمتنع الأفعالُ منه، نحو قوله [من الوافر]:
36 - [أقِلّي اللَّومَ عاذِلَ والعتابَنْ] ... وقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصابَنْ [1] في طبعة ليبزغ: "وستُوضَح".
36 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 813؛ وخزانة الأدب 1/ 69، 338، 3/ 151؛ والخصائص 2/ 96؛ والدرر 5/ 176، 6/ 233، 309؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 349؛ وسر صناعة الإعراب ص 471، 479، 480، 481، 493، 501، 503، 513، 677, 726؛ وشرح الأشموني 1/ 12؛ وشرح شواهد المغني 2/ 762؛ والكتاب 4/ 205، 208؛ والمقاصد النحوية 1/ 91؛ وهمع الهوامع 2/ 80، 212؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص 655؛ وجواهر الأدب ص 139، 141؛ وخزانة الأدب 7/ 432، 11/ 374؛ ورصف المباني ص 29، 353؛ وشرح ابن عقيل ص 17؛ وشرح عمدة الحافظ ص 98؛ ولسان العرب 14/ 244 (خنا)؛ والمنصف 1/ 224، 2/ 79؛ ونوادر أبي زيد ص 127.
اللغة: أقليّ: خفِّفي أو اتركي. عاذل: ترخيم "عاذلة"، وهي اللائمة. أصبت: أي كنت مصيًا فيما أقول أو أفعل.
المعنى: خفّفي لومك وعتابك يا لائمتي، واعترفي بصواب ما أقوله إذا ما كنت مصيبًا.
الأعراب: "أقلي": فعل أمر مبنيّ على حذف النون، والياء ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "اللوم": مفعول به منصوب بالفتحة. "عاذل": منادى مرخّم مبنيّ على ضمّ الحرف المحذوف للترخيم في محلّ نصب. "والعتابَنْ": الواو: حرف عطف، و"العتابنْ": معطوف على "اللوم" منصوب بالفتحة. والنون للترنم. "وقولي": الواو حرف عطف. و"قولي": فعل أمر مبنيّ على حذف النون، والياء ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "إن": حرف شرط جازم. "أصبت": فعل ماضٍ مبنيّ على السكون. والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وهو في محلّ جزم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف تقديره: "إن أصبت فقولي ... ". "لقد": اللام: واقعة في جواب قسم محذوف تقديره "والله ... "، و"قد": حرف تحقيق. "أصابن": فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو"، والنون للترنّم.
وجملة "أقلّي" الفعليّة. ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة النداء: اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "قولي" الفعليّة: معطوفة على جملة "أقليّ" لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "إن أصبت فقولي" الشرطية: اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قولي" المحذوفة: في محل جزم جواب الشرط. وجملة القسم المحذوف وجوابه: في محلّ نصب مفعول به. وجملة "أصابن" الفعلية: جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله "العتابن" و"أصابن" حيث أدخل على اللفظتين تنوين الترنّم، واللفظة الأولى اسم، والثانية فعل، فدلّ بذلك على أنّ التنوين بدلٌ من حرف الإطلاق.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 88