نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 94
والعَلَمُ مأخوذٌ من عَلَم الأمير، أو عَلَم الثَّوْب، كأنه علامةٌ عليه يُعْرَف به.
وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: اسمٍ، نحو: "زيد" و"عمرو"؛ وكُنْيَةٍ كـ "أبي عمرٍو"، و"أُمّ كُلْثُومٍ"؛ ولقب، كـ"بَطَّةَ" و"قُفَّةَ".
والكنيةُ لم تكن علمًا في الأصل، وإنّما كانت عادتهم أن يدعوا الإنسان باسمه، وإذا وُلد له ولدٌ دُعي باسم ولده توقيرًا له، وتفخيمًا لشأنه، فيقال له: أبو فلانٍ، وأمّ فلانٍ، ولذلك استقبحوا أن يكني الإنسانُ نفسَه. وقد يكنون الوليد، فيقولون: أبو فلان، على سبيل التفاؤل بالسلامة، وبُلوغِ سِنِّ الإيلاد. يقال منه: كنَوْت الرجل، وكنَيْته. وهو من الكِناية، وهي التَّوْرية. والكنية من الأعلام، وهي جاريةٌ مجرى الأسماء المضافة، نحو: عبد الله، وعبد الواحد. والذي يدلّ على أنّها أعلامٌ قولُ الشاعر [من البسيط]:
39 - ما زِلْتُ أَفْتَحُ أَبْوابًا وأُغْلِقُها ... حتّى أتيتُ أَبَا عمرِو بنَ عَمّارِ
فحذف التنوين من "أبي عمرو", لأنّه لو لم يكن علمًا لما حُذف، بمنزلة حذفه من جعفرِ بن عمّار.
وأمّا اللَّقَبُ فهو النَّبَزُ، كقولهم: "قُفَّةُ" و"بَطَّةُ"، لقبَيْن، فـ "قفّةُ" لقبٌ، و"بطّةُ" لقبٌ. و"القفّةُ": كاليَقْطِينَة، تُتّخَذ من الخُوص، يُشبَّه بها الكبيرُ، يقال: شيخ كالقفّة، وقيل للشجر البالية.
39 - التخريج: البيت للفرزدق في أدب الكاتب ص 461؛ وسرّ صناعة الإعراب 2/ 456، 528؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 261؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 93؛ ولسان العرب 10/ 291 (غلق)؛ ومراتب النحويين ص 34؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 118.
اللغة: أبو عمرو: هو أبو عمرو بن العلاء، عمار بن عبد الله المازني النحوي.
المعنى: لم أزل أتصرف في العلم، وأطويه وأنشره حتى لقيت أبا عمرو، فسقط علمي عنده.
الأعراب: "ما": نافية. "زلتُ": فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون، والتاء: اسمه محله الرفع. "أفتحُ": فعل مضارع مرفوع، فاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنا. "أبوابًا": مفعول به "وأغلقها": الواو: حرف عطف، "أفتحها": فعل مضارع مرفوع، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: "أنا"، و"ها": مفعول به محله النصب. "حتى": حرف غاية وأبتداء. "أتيت": فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: فاعله محله الرفع. "أبا": مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة. "عمرو": مضاف إليه. "بن": صفة لـ"أبا" منصوب بالفتحة. "عمار": مضاف إليه.
وجملة "ما زلت أفتح": ابتدإئية لا محل لها من الإعراب وجملة "أفتح": خبر "ما زلت" محلها النصب، وعطف عليها جملة (أغلقها)؛ أما جملة "أتيت" فاستئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه: حذف التنوين من "عمرِو" في "أبا عمرِو بن عمار"؛ لأن الكنية كاسم العلم.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 94