responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 91
إن النهي في اتباع الأهواء ليس نهيا عن اتباع أهواء الأمم السابقة، بل يلحق به متابعة أهل الأهواء والبدع في بدعهم، أو مداهنتهم عليها والسكوت عن الإنكار عليهم تحت أي دعوى من الدعاوى الحديثة التي تزعم التقريب أو التأليف بين الفرق، وهي في حقيقتها تطالب بتنازل أهل السنة عن السنة وعن الاتباع، يقول الإمام الشوكاني رحمه الله عن قوله تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [البقرة: 120]. يقول: " وفي هذه الآية من الوعيد الشديد الذي ترجف له القلوب وتتصدع عنه الأفئدة ما يوجب على أهل العلم الحاملين لحجج الله سبحانه والقائمين ببيان شرائعه، ترك الدهان لأهل البدع والمتمذهبين بمذاهب السوء، التاركين للعمل بالكتاب والسنة، المؤثرين لمحض الرأي عليهما، فإن غالب هؤلاء وإن أظهر قبولا، وأبان من أخلاقه لينا لا يرضيه إلا اتباع بدعته، والدخول في مداخله والوقوع في حبائله، فإن فعل العالم ذلك .... فهو إذ ذاك ماله من الله من ولي ولا نصير، ومن كان كذلك فهو مخذول لا محالة، وهالك بلا شك ولا شبهة " [1].والمتأمل لأسباب الفرقة التي تقدم ذكرها، يجد أنها تدور في رحاها بين الجهل وبين اتباع الهوى والظلم، لذلك لا اجتماع للأمة إلا بوحدتها على كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم، والتزام صراطه المستقيم علما وعملا، حقا وعدلا، وما أحوجنا إلى سؤال الله ذلك. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " الإنسان خلق ظلوما جهولا، فالأصل فيه عدم العلم، وميله إلى ما يهواه من الشر، فيحتاج دائما إلى علم مفصل يزول به جهله، وعدل في محبته وبغضه، ورضاه وغضبه، وفعله وتركه، وإعطائه ومنعه، وأكله وشربه، ونومه ويقظته، فكل ما يقوله ويعمله يحتاج فيه إلى علم ينافي جهله، وعدل ينافي ظلمه، فإن لم يمن الله عليه بالعلم المفصل، والعدل المفصل، وإلا كان فيه من الجهل والظلم ما يخرج به عن الصراط المستقيم" [2].
¤موقف الصحابة من الفرقة والفرق لأسماء السويلم - ص296 - 300

[1] ((فتح القدير)) للشوكاني (1/ 135).
[2] ((الفتاوى)) (14/ 27)، وانظر ((درء تعارض العقل والنقل)) (8/ 409)، ((منهاج السنة النبوية)) (1/ 18 – 20).
نام کتاب : موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست