نام کتاب : ثم أبصرت الحقيقة نویسنده : الخضر، محمد سالم جلد : 1 صفحه : 213
فقد ختم الله تعالى الحديث عنهم بقوله {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} ولو كانت الإمامة مرتبة فوق النبوة وقد نالها إبراهيم عليه السلام وذريته المعصومين من بعده [1] لذُكِروا بهذا الوصف، فإنّ الأسماء المذكورة في الآية كلها أسماء أنبياء معصومين!
وإزاء ذلك لم يجد عالماً كبيراً من علماء الشيعة الإثنى عشرية كآية الله العظمى محمد باقر الصدر سوى الاعتراف بأنّ الإمامة المذكورة في حق الأنبياء في الآيات هي إمامة النبوة.
يقول محمد باقر الصدر في كتابه "الإسلام يقود الحياة": (والإمامة ظاهرة ربانية ثابتة على مر التاريخ وقد اتخذت شكلين ربانيين: أحدهما شكل النبوة التابعة لرسالة النبي القائد فقد كان في كثير من الأحيان يخلف النبي الرسول أنبياء غير مرسلين يكلفون بحماية الرسالة القائمة ومواصلة حملها. وهؤلاء أنبياء يوحى إليهم، وهم أئمة بمعنى أنهم أوصياء على الرسالة وليسوا أصحاب رسالة {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}، {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون} [2] والشكل الآخر هو الوصاية بدون نبوة وهذا هو الشكل الذي اتخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله تعالى فعين أوصياءه الإثني عشر ...) [3]. [1] لا عن الشرك والظلم والكبائر والصغائر فحسب بل أيضاً منزهون في معتقد الشيعة الإثنى عشرية عن الخطأ البشري والسهو والنسيان، ومع ذلك لم يُذكر في حقهم أنهم نالوا مرتبة فوق النبوة وفقاً لنظرة الشيعة الإثنى عشرية لقوله تعالى {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين}. [2] سورة السجدة آية 24 [3] الإسلام يقود الحياة ص196 - 197
نام کتاب : ثم أبصرت الحقيقة نویسنده : الخضر، محمد سالم جلد : 1 صفحه : 213