نام کتاب : ثم أبصرت الحقيقة نویسنده : الخضر، محمد سالم جلد : 1 صفحه : 319
وكان يقول: (ما لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا) [1] نافياً أن تكون الإمامة حقاً لأهل البيت أو لبعضهم دون سائر الناس فضلاً عن كونها من الله تعالى.
فإذا كان هذا كلام أهل البيت وهم أبناء علي والناصرون له، فما ترى غيرهم يقولون؟
سابعاً: قرأت كلاماً نفيساً للباقلاني رحمه الله في شأن هذا الحديث يقول فيه: (إنّ ما أثبته لنفسه صلى الله عليه وآله وسلم من كونه أولى بهم ليس هو من معنى ما أوجبه لعلي بسبيل لأنه قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، فأوجب الموالاة لنفسه ولعلي وأوجب لنفسه كونه أولى بهم من أنفسهم وليس معنى أولى من معنى (مولى) في شيء، لأنّ قوله (مولى) يحتمل في اللغة وجوهاً ليس فيها معنى (أولى) فلا يجب إذا عُقّب كلام بكلام ليس من معناه أن يكون معناهما واحداً.
ألا ترون أنه لو قال: ألست نبيكم والمخبر لكم بالوحي عن ربكم وناسخ شرائع من كان قبلكم؟ ثم قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، لم يوجب ذلك أن يكون قد أثبت لعلي من النبوة وتلقي الوحي ونسخ الشرائع على لسانه ما أوجبه في أول الكلام لنفسه ولا أمر باعتقاد ذلك فيه من حيث ثبت أنه ليس معنى نبي معنى مولى فكذلك إذا ثبت أنه ليس معنى أولى معنى مولى لم يجب أن يكون قد أثبت لعلي ما أثبته لنفسه وإنما دخلت عليهم الشبهة من حيث ظنوا أنّ معنى مولى معنى أولى وأحق، وليس الأمر كذلك.
وعلى أنه لو ثبت أنّ معنى (مولاه) معنى (أولى) وإن كان محتملاً لوجوه أُخر، لم يجب أن يكون المراد بقوله (فمن كنت مولاه فعلي مولاه): من كنت أولى به، وإن نُسق بعض الكلام [1] بحار الأنوار 47/ 271 - باب أحوال أقربائه وعشائره وما جرى بينه وبينهم - حديث رقم (3).
نام کتاب : ثم أبصرت الحقيقة نویسنده : الخضر، محمد سالم جلد : 1 صفحه : 319