"ومن الخطورة على الدين وعلى الدولة على السواء إعطاء من يقومون بشئون الدين الحق في إصدار القرارات أياً كانت، أو التدخل في شئون الدولة، وعلى العكس يكون الاستقرار أعظم إذا اقتصروا على الإجابة على الأسئلة المقدمة إليهم، والتزموا في أثناء ذلك بالتراث القديم الأكثر يقيناً والأوسع قبولاً بين الناس" [1].
واكتملت لدى فولتير فكرة الدين الطبيعي التي ورثها عن سبينوزا ولايبنتز، واشتق منها فكرة "القانون الطبيعي" حيث نجده يقول:
"إن دين أهل الفكر دين رائعٍ خالٍ من الخرافات والأساطير المنتاقضة، وخال من العقائد المهينة للعقل والطبيعة، لقد منع الدين الطبيعي آلاف المرات المواطنين من ارتكاب الجرائم، أما الدين المصطنع فإنه يشجع على جميع مظاهر القسوة ... كما يشجع على المؤامرات والفتن وعلى أعمال القرصنة وقطع الطريق .. ويسير كل فرد نحو الجريمة مسروراً تحت حماية قديسه ".
ويقول: "هناك قانون طبيعي مستقل عن الاتفاقات الإنسانية، يبدو لي أن معظم الناس قد أخذوا من الطبيعة حساً مشتركاً لسن القوانين " [2].
وإذا كان روسو وفولتير لم يدركا الثورة الفرنسية، فإن الفيلسوف الألماني " كانت" (1804م) عاصرها واشتهر بتأييدها، وهو الذي طور فكرة "العقد الاجتماعي" في كتابه "الدين في حدود العقل وحده " [3].
كما أن كاتباً ثائراً معاصراً لها، هو "وليم جدوين"، نشر سنة 1793 كتاب "العدالة السياسية" الذي كان دعوة علمانية صريحة [4]. [1] (ص:426). [2] مقتطفات من القاموس الفلسفي لفولتير سلسلة تراث الإنسانية: (ج:8). [3] انظر: عنه سطور مع العظماء (173)، وسلسلة تراث الإنسانية (8/ 207). [4] انظر: أفكار ورجال (489).