جديداً أسموه (قانون التحولات المفاجئة) أو (الطفرات) [1] وهو قانون لا سند له إلا المصادفة البحتة.
ثم أرغموا على القول بأنه ليس هنالك أصل واحد نشأت عنه الحياة كلها كما تخيل داروين، بل إن هناك أصولاً عدة تفرع عن كل منها أنواع مستقلة.
ثم أرغموه -كذلك- على الاعتراف بتفرد الإنسان (بيولوجياً) رغم التشابه الظاهري وهو المنزلق الذي سقط منه داروين ومعاصروه.
يقول جوليان هكسلي، بعد أن سرد الكثير من خصائص الإنسان الفذة: (هكذا يضع علم الأحياء الإنسان في مركز مماثل لما أنعم عليه كسيد المخلوقات كما تقول الأديان) [2] ومن الداروينيين المتعصبين - أرثر كيث- الذي اضطر إلى كتابة النظرية من جديد [3] رغم اعترافه بأنها ما زالت حتى الآن بدون براهين كما سيأتي.
ومن أشهر التطوريين المحدثين ليكونت دي نوي، وهو في الحقيقة صاحب نظرية تطورية مستقلة، ومع ذلك فهو يقول:
(أما تطور الكائنات الحية بجملتها فإنه يناقض علم المادة الجامدة تناقضاً تاماً، وهو يتنافي مع المبدأ الثاني من مبادئ علم القوة الحرارية، وهو حجر الزاوية في علمنا المرتكز على قوانين المصادفة، فلا سبب التطور ولا حقيقته يدخلان في نطاق علمنا الحاضر، وليس من عالم يستطيع إنكار ذلك [4]. [1] انظر: الطريق الطويل إلى الإنسان (197) فصاعداً. [2] معركة التقاليد (53). [3] انظر: العم أسراره وخفاياه مقدمة (ج3) وتاريخ العالم: (ج1) فصل نظرية التطور. [4] مصير الإنسان (323) والقانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية: (من المستحيل على آلة مكتفية بنفسها غير مستعينة باي عامل خارجي، أن تنقل الحرارة من جسم إلى آخر أعلى منه في درجة الحرارة الديناميكا الحرارية د. إبراهيم شريف (173).