وما لهم لا يصدقون بذلك وقد رأوا بأم أعينهم سلسلة الهزائم المتلاحقة التي منيت بها الكنيسة أمام العلم، يضاف إلى ذلك طغيانها البغيض الذي يقابل المنجزات العلمية، والتيسيرات المذهلة التي حققها العلم في وسائل الحياة:
قالت الكنيسة: إن الأرض مسطحة وهى مركز الكون - لأجل عملية الخلاص - وقال كوبرنيق إنها كروية وتدور حول الشمس، وثبت لهم أن الكنيسة كاذبة والعلم مصيب! وقالت الكنيسة: إن الكون والإنسان خلقا في ستة أيام عادية سنة (4004ق. م) وقال (ليل وداروين) إن عمر الكون يقدر بمئات الملايين من السنين، والإنسان بالملايين، وثبت أنهما على حق وأن الكنيسة مبطلة.
وقالت الكنيسة إن ([1]+[1]+[1]=[1]) وأثبتت بديهيات الرياضة أن مجموع ذلك =3" وقالت الكنيسة -تبعاً لأرسطو: إن الكون مكون من أربعة عناصر" وقال العلم: إن عناصره تزيد على التسعين [1]، وصدق العلم وكذبت الكنيسة.
وقالت الكنيسة: إن التوراة والأناجيل والرسائل كتب موحاة من الله، وقال النقاد التاريخيون: إنها من صنع مؤلفين غير موضوعيين، وظهر أنهم على صواب فيما قالوا ... وقالت الكنيسة: إن الخبز والخمر في العشاء الرباني يتحولان إلى دم وجسد المسيح حقيقة. وقال العلم والعقل البديهة ذلك أبعد المحال.
وقالت الكنيسة: إن الرهبانية وسيلة للطهر، وفضيلة سامية، وقالت علوم النفس والاجتماع: إنها تصادم الطبيعة، وتفضي بالجنس البشري إلى الهلاك المحقق. [1] وصلت الآن إلى حوالى (104) عنصر.