أما مظاهر هذا الانحراف قيمكن إيجازها فيما يلي:
1 - الانحراف في مفهوم الألوهية:
لن نتحدث -الآن- عن التضاد التام بين عقيدة لا إله إلا الله وبين العلمانية، فلذلك الحديث موضع آخر، لكننا سنتناول بإيجاز الحالة الواقعة تاريخياً في العصور الأخيرة الإسلامية:
إن بعض علماء السلف يقسمون توحيد الألوهية قسمين متلازمين:
(أ) توحيد الطاعة والاتباع (الحاكمية).
(ب) توحيد الإرادة والقصد (العبادة).
وجرياً على هذا التقسيم سنجد أن حالة الأمة الإسلامية كان كما يلي:
(أ) في الطاعة والاتباع (الحاكمية):
نسى المسلمون تلك القاعدة التوحيدية العظمى: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وغفلوا عن قوله تعالى: ((اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ)) [الأعراف:3]، وبذلك صرفوا هذا النوع من العبادة أو جزءاً منه إلى الحكام والولاة وعلماء المذاهب المتعصبين ومشايخ الطرق الصوفية، بالإضافة إلى المشعوذين الذين تهيأ لهم الجو بما كان يسيطر على الأمة من جهل وسذاجة، وقد كانت الدول التي تتقاسم العالم الإسلامي ثلاث دول: الدولة المغولية في الهند، والدولة الصفوية في فارس، ثم الدولة العثمانية في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وبالنسبة للدولة الصفوية يمكن القول بأنها كانت منحرفة انحرافاً يجعل انتسابها للإسلام اسمياً فقط، فقد كانت شيعية رافضية، وكان الحكم فيها يجري على آراء وأهواء علماء الشيعة المتعصبين، وكان