responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأديان والمذاهب نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 71
فالناس كما خلقهم الله يولدون على فطرتهم، فهم مستعدون لها مؤثرون لمنهجها يتدافعون في مجراها تدافع الماء إلى منحدره لكن العوائق المصطنعة هي التي تقطع عليهم طريقهم وتردهم عن وجهتهم يقول الله تعالى في حديثه القدسي: ((إني خلقت عبادي كلهم حنفاء، فجاءتهم الشياطين، فَاجْتَالَتْهُم عن دينهم، وحرَّمَت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا)).
وقد أشار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى بعض تلك العوائق بقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه أو يمجسانه))، إذًا فالإسلام نادى في دعوته الخالدة إلى التوحيد ووضع القضية أمام العقل المجرد في بساطة ووضوح وبدون أيِّ تعقيدٍ، أو غموض، ثم يدعوه إلى التفكير في هدوءٍ وتبصرٍ بدون ميل، أو هوى؛ حتى يصل إلى عقيدة التوحيد التي تشهد بها آيات الخلق، وظواهر الكون، والتي بينها القرآن الكريم وجلاها للناس في منطق واضح، وأسلوب رائع، وشرح مبدع باستحالة وجود أكثر من إله واحد في الكون ذلك أن التعدد بين الآلهة يقود إلى التناحر والتنازع بينها، وإلى انحياز كل إله إلى ما خلق بما يؤدي إلى اضطراب نظام الخلق، واختلال نواميس هذا الكون، بل إلى انهيار الوجود ودماره.
قال الله -عز وجل- في هذا المعنى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (الأنبياء: 22) كذا قال: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ علوًّا كبيرًا} (الإسراء: 42، 43) وقال سبحانه: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (المؤمنون: 91، 92).

نام کتاب : الأديان والمذاهب نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست