responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأديان والمذاهب نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 75
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع
(نشأة العقيدة الإلهية)

فطرية التدين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
الكلام عن فطرية التدين، وفطرية التوحيد، وأقدمية الدين، وأن الوحي بدأ مع البشرية، وأن الإسلام هو دين الفطرة والعقل مبينين من هو أول نبي، ومن هو أول رسول على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكى السلام مع بيان وقفة حول نشأة العقيدة الإلهية، والرد على من قال بتطور العقيدة مؤكدين فطرية التدين، وفطرية التوحيد حتى يكون المنهج صحيحًا؛ فإنني أمهد للكلام عن نشأة العقيدة، أو تطورها عند من زعموا أن العقيدة تطورت من الشرك إلى التوحيد بأن أقول لا الحق الذي ينبغي أن يكون أن نبدأ به قبل أن نرد على هذه الشبهة بأن التوحيد فطرة وعقل، والتدين فطرة، والتوحيد فطرة، ونتحدث عن أقدمية الدين، ثم نرد على نظرية تطور العقيدة من الشرك إلى التوحيد.
فنقول وبالله التوفيق بعد أن أشرنا في الدرس السابق إلى أن التوحيد فطرة وعقل أن الله -عز وجل- بين معالم التوحيد، وربطها بالعقل؛ أن الدين كله إنما هو في أصله فطرة: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (الروم: 30) فالناس مفطورون على التدين.
وقد عُلِمَ عن طريق التاريخ أن الناس تدينوا حقًّا كان هذا التدين أو باطلًا، وأنه لم يستغنِ أحدٌ عن الدين على طول التاريخ، كما أشرنا في الكلام على ضرورة الدين في حياة الإنسان، ورأينا أن الإنسان استغنى عن العلم، وعن الحضارة، وعن الماء، وعن الصحة؛ لكنه لم يستغن عن الدين، كما لم يستغنِ عن الطعام، ولا عن الماء حتى، وإن كان الطعام فاسدًا أو ضارًّا لشدة الحاجة إلى الأكل، ولم يستغنِ عن الماء حتى ولو كان ملوثًا لشدة حاجته للري فكذلك لم يستغن عن التدين حتى وإن وقع في تدين فاسد، أو مغشوش، أو في دين باطل.
لكن إذا جاءنا الفكر الغربي، أو الجاهلية الحديثة، تزعم بأن تدين الإنسان نشأ لجهله بمظاهر الطبيعة من حوله، وضعفه أمام كوارثها وأحداثها، وظنوا أنهم عرفوا ما جهله الأوائل، ونسفوا الدين من الجذور، وأتوا عليه من الأساس، وقارنوا بين الأديان ليبطلوها، ونسوا ربما متعمدين أن يقارنوا الإنسان بزملائه من الحيوانات؛ فهو عندهم حيوانات كيف تدين، ولم يتدينوا أليست هذه ظاهرة تستحق الاهتمام، وهل الإنسان وحده الضعيف أمام الطبيعة وغيره من أنواع

نام کتاب : الأديان والمذاهب نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست