ومن أجل هذا التشابه اختلط أمر الجينية مثلًا على غستاف لوبون فعدها نوع من البوذية، ومن أجل هذا أيضًا لم تستطع البوذية الصمود في معركتها ضد الهنودسية، حول موضوع الطبقات وغادرت البوذية وطنها ثمنًا لهذا الخلاف، ودخل نظام الطبقات إلى البوذية بشكل عملي، وإن أنكرته نظريًّا. أما الجينية فقد اضطرت بعد فشل مقاومتها إلى العودة لقبول نظام الطبقات بشكل ما، فقررت الاعتراف بالبراهمة ورسمت إجلالهم، وبذلك استطاعت البقاء في الهند.
تأسيس ونشأة الديانة الجينية
وضع البراهمة نظام الطبقات -كما قلنا في حديثنا عن الهندوسية، وخص البراهمة أنفسهم بكثير من الامتيازات التي ذكرنا بعضها عند الكلام عن نظام الطبقات، وفي ظل هذا النظام استبدَّ البراهمة وظهر عسفهم وطغيانهم أحيانًا، وضجَّ الناس من استبداد البراهمة وجورهم، وتمنوا ظهور قائد روحي جديد يخلصهم من ظلم البراهمة وطغيانهم، وكانت طائفة الكشتريا أكثر الطوائف إحساسًا بهذا الظلم لشدة ما بين الطائفتين من تنافس كنتيجة لقرب المسافة بينهما.
ويمكننا هنا أن نشير إلى أسطورة وردت في مهاب هرتا تدل على مدى ما بين الطائفتين من أضغان، وتتصل هذه الأسطورة بالأميرة ديوياني التي سبق أن تحدثنا عنها عند التعريف الذي أوردناه بمهاب هرتا، وموجز الأسطورة أن ديوياني -وهي من طبقة البراهمة- خرجت في نزهة في فصل القيظ مع سيرمستها بنت ملك أسورا ومعها بعض الأتراب، ووصلنا ببحيرة فخلعن ملابسهن ونزلن للاستحمام، فهبت عاصفة حملت ملابسهن وخلطتها بعضها ببعض، وخرجن من البحيرة فأخطأت سيرمستها بنت الملك ولبست ملابس ديوياني البرهمية فقالت لها ديوياني: ألا تعلمين أيتها الجاهلة أن كسوة بنت الشيخ أكبر من أن