في مطلع المجلد الأول: آدي غارانت يبحث ناناك مسالة وحدانية الله، فيفسر وحدانية الله تفسيرًا واحدًا أي: أن الله شخصي وواحد، وهو خالق مفارق، ومتعالٍ، ويستخدم عدة من مصطلحات للتعبير عن الله منها: نيرنيكر أي: الذي لا شكل له، ومنها أكال أي: الأزلي، وألخ أي: ما لا وصف له، ويركز ناناك على الصفة الأخيرة ويوضحها توضيحًا يقرب من التفسير الإسلامي لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى: 11)؛ إذ إ ن الموجود الذي له أوصاف يكون محدودًا وملابسًا للمادة، وهو أمر منكر ولا يصح قوله على الله.
والسؤال الذي يطرح على ناناك هو التالي: مادام الله لا يمكن وصفه، وبالتالي لا يمكن رؤيته؛ كيف إذًا يمكن معرفته؟
تقدم ناناك بجوابين على هذا السؤال في الجواب الأول يقول: إن المرء لا يستطيع أن يعرف ربه؛ لأن الله فوق قدرة الفهم البشري ويستحيل على الفاني أن يعرف الخالد، لا يدرك الشبيه إلا الشبيه به.
أما الجواب الثاني: فهو أن معرفة الله بتمامه وإن كانت مستحيلة يبقى أن الإنسان يعرف هو حسب طاقته، وقد أعطى الإنسان وحيًا يمكنه فهمه، ويتجلى هذا الوحي في الخلق، وبما أن الخلق تعبير صريح عن الوحي الإلهي أصبح الله حاضرًا في كل مكان؛ حيث اتجهتم فثم وجه الله.
سارب فياباك: وهو موجود في مخلوقاته، وبإمكان الإنسان المنتبه روحيًّا أن يرى الخالق في كل مكان، وفي كل مخلوقاته، وقلب الإنسان هو مهبط الوحي الإلهي، ويحتاج الإنسان إلى قوة البصر والبصيرة؛ ليدرك الخالق، وتجلي الله في المخلوق يشكل نقطة الاتصال بين الله والإنسان، وما تحصل هذا الاتصال وفُهم تجلي لله على حقيقته ببصيرة نافذة أمكن الخلاص الذي يُعتبر الفحوى الأهم لتعاليم ناناك،