فهناك أولًا إصرار على الجانب الباطني المطلق للنظام، ثم التوسع في الكلمة الواحدة؛ لتصبح نظرية متطورة عن التأمل، وحتى هذا التأمل لا يكفي وصفًا للممارسة، فالمثل الأعلى هو التعرض الكامل لكيان المرء أمام الاسم الإلهي، والتطابق الشامل لكل ما يكونه المرء ويعمله مع النظام الإلهي الذي يجد التعبير عنه في الاسم الإلهي.
والتدرج في التأمل والعمل يدفع بالروح إلى الاتحاد الصوفي بالله، وهذا الاتحاد يحرر الروح من أغلال التناسخ، ويؤدي بها إلى العتاق الكامل، ويشعرها بفرح وسعادة الاندماج في الله.
إن التركيز الشيخ على الجانب التأملي الباطني، أو ما يمكن التعبير عنه بالتأمل الصوفي لم يبعدهم عن الجانب العملي والسلوك الأخلاقي المميز الذي يساعد على عملية تصفية القلب وتنقيته، فعلى التلميذ -أي: السيخ- أن يعيش في الفضيلة ويطيع معلميه الغورو، وينتبه إلى إيضاحاتهم وعليه أن يكون وفيًّا لزوجته، ومحبًّا لأولاده وعليه أن يبتعد عن الجدال والخصام وسلوك طريق المسالمة.
ومن النصائح التي شدَّد عليها المعلم أمارداس تلك التي تقول: "إذا عاملك أحد بسوء فتحمل ذلك، وإذا تحملت السوء ثلاث مرات فالله نفسه سيحارب عنك في المرة الرابعة". إلا ان المسالمة التي دعا إليها أمارداس معلم السيخ من سنة ألف وخمسمائة واثنين وخمسين إلى سنة ألف وخمسمائة وأربع وسبعين من الميلاد تحولت إلى دعوة وتأهب دائم للقتال في أيام الغورو العاشر غوفنيد سينغ، قام هذا الغورو بتأليف أناشيد وتراتيل قتالية غايتها إلهاب حماس السيخ للانفصال عن المسلمين، وإقامة كيان سياسي خاص بهم، وأقام طقسًا مميزًا ومشهورًا سماه معمودية السيف، وادَّعي بأنه توصل إلى إقامة هذا الطقس بروح إلهي، ويقوم