مصدر هذا التقسيم، نَختلف مع مؤلف (تاريخ الإسلام في الهند)، فهو يرى أن الحياة بالهند، اقتضت أن يقوم بعض الناس بالطقوس الدينية، ويقوم آخرون بالحروب، كان من الطبيعي أن توجد جماعة تقوم بالعمل في الحقول.
ونسأل إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يكن الآريون أو بعضهم مثلا، هم الذين يقومون بالزراعة أو الخدمة، إن المسألة فيما نرى ليست مقتضيات الحياة، ولكنها مقتضيات السيادة والقوة، التي لاحظها الآريون في أنفسهم.
ونختلف كذلك مع "البروفيسور أترية" الأستاذ بجامعة منارس في الهند، الذي يرى أن الهنود القدماء، نظموا حياتهم الاجتماعية على طبقات أسموها شاتر فارنا، وهذا التنظيم قائم على أساس اختيار المهن، ولا يمت بصلة إلى هذه الطائفة الممقوتة الحاضرة، التي ابتليت بها الهند، لأنها ابتليت بالحكم الأجنبي الذي دام عدة قرون، وإن نظام الطبقات ما أريد به قط تمزيق المجتمع، بل توحيده على أساس تقسيم العمل:
فمن الناس قسم يولع بالعلم، فيترك له العلم ويكون طبقة البراهمة.
والقسم الثاني هواه في الحكم والسلطان وأعمال الجراءة والحرب، ومنهم تتكون كاشتريا.
والقسم الثالث: أولئك الذين جبروا على حب المال، فليكونوا تجارا وزراعا الوشيا.
والقسم الرابع: الذين خلقوا أغبياء بلاداء؛ فلا يصلحون لغير المهن السافلة والقيام بالخدمة، وتتكون منهم طبقة الشدرا،