في إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان يرى أن الناس يمكن أن يحققوا أكبر قسط من الفائدة من القوى الإنتاجية إذا ما تعاونوا في سبيل المصلحة العامة، وقضوا على الملكية الخاصة والربح، وأقاموا مجتمعات صناعية وزراعية تحكم نفسها بنفسها.
وكان يرى أن نمو الآلة سيؤدي إلى البطالة من جهة وتراكم الإنتاج من جهة أخرى، ولا علاج لذلك إلا إذا اتسع نطاق السوق عن طريق رفع أجور العمال، وهذا لا يتم إلا في ظل المنافسة الحرة، ورأى أنه لا مفرَّ من التنظيم الاشتراكي إذا أردنا أن يكون الإنتاج الوافر سبيلًا للرخاء، وفي مصنعه المشهور في نيورلانك بنى بيوتًا صحية للعمال، وأنشأ لهم مخازن يشترون منها حاجاتهم بأسعار مخفضة، وشيد مدارس للحضانة تُعنى بالأطفال، وخصص أموالًا لعلاج المرضى وإعانة الشيوخ، أو الذين أصيبوا بحادث أو بعاهة. وهو أول مَن أعطى معاشات وإعانات بطالة للعمال، وقد وضع برنامجًا كاملًا لنظام تعاوني لعدد من ثلاثمائة إلى خمسمائة عامل في مدن جديدة للسكن، ويتعاون هؤلاء العمال في الإنتاج دون أن يكون الربح رائدهم بل التعاون، وحاول اختبار نظريته التعاونية في أمريكا فأنشأ عام 1825 وحدة في إحدى الولايات ولكنه فشل في تجربته وعاد إلى انجلترا فقيرًا عام 1829.
وأيضًا نجد "لويبلان" قد بنى أفكاره في كتابه (تنظيم العمل) على أن اقتصاد المجتمع قائم على المنافسة المجحفة، وعلاجها إنما يكون بسيطرة الدولة على الصناعة، وتقيم الدولة الورش الوطنية التي تكفل العمل للعمال بأجر مناسب، وقد فشلت الخطة التجريبية التي أقامها فشلًا ذريعًا. وجاء من بعده "برود وون" وكتب كتاب سماه (ما هي الملكية) وأجاب فيها جوابه المشهور: إن الملكية هي السرقة؛ وكان يرى أنه لا يمكن تغيير النظام القائم إلا