في التيه، ونجد في أوراق المحفل الأكبر الوطني المصري للبنائين الأحرار القدماء المقبولين لمصر والأقطار العربية؛ نجد النشرة الماسونية رقم واحد تحمل هذه السنة 5956 وهي سنة النور، وهي باصطلاحهم تقع قبل أربعين قرنًا من ميلاد المسيح -عليه السلام، هذا هو الرأي الأول في نشأة الماسونية.
أما الرأي الثاني فيرى البعض أن المؤسس الأول للماسونية هو "هيرودوس الثاني" الذي كان واليًا على القدس لدولة الرومان، قد أسس في القدس بالاشتراك مع مستشاريه اليهودييْن "أحيرام أبيو، ومؤاب لافي"، جمعية سرية باسم القوة الخفية، وكان هدفها مقاومة دعوة المسيح -عليه السلام؛ لأن المسيح - عليه السلام - كان يبشر -كما يقولون- بزوال هيكل سليمان، حتى لا يبقى حجر يلامس حجر ًا آخر، وكان هدف هذه الجمعية أيضًا ملاحقة الفئة المؤمنة بالمسيح - عليه السلام - وتشريدها، وكان لهذه الجمعية مجلس سري مؤلف من تسعة أعضاء، على رأسهم هؤلاء الثلاثة.
وقد عقد المجلس أول جلسة في يوم 10 شهر ثمانية سنة 43 ميلادية في مكان سموه الهيكل، وتقاسموا بأغلظ الأيمان على أن يكون أمرهم سرًّا، وأن يتعاونوا فيما بينهم أشد التعاون، وأن ينفذ كل منهم ما يطلبه المجلس منه، ومن شذ عن ذلك فالموت جزا ؤ هـ ولا شفقة ولا رحمة ولا شفاعة.
وأطلقت هذه الجمعية على هيكلها اسم كوكب الشرق الأعظم، ومن هذا الهيكل انبثقت الهياكل في فلسطين وفي خارجها، حتى كان في فلسطين وحدها أربعون هيكلًا تضم رجال السلطة وأذنابها، وماسحي ثيابها من ضعاف النفوس، وكان هيكل روما في مركز الإمبراطورية من أشهر هياكل ذلك العصر؛ هذا هو الرأي الثاني في نشأة الماسونية.