وللإجابة على هذا السؤال ننظر إلى نشراتهم السرية التي لا يطلع عليها إلا الخاصة منهم، منها مثلًا ما تقوله اللائحة النهائية للمجمع الرسمي للماسونية الهولندية، يقولون: ليست الماسونية سوى نكران جوهر الدين، وإن قال الماسون بوجود الإله فإنهم يريدون به الطبيعة وقواها المادية، أو جعل الإله والإنسان واحدًا، يقولون أيضًا: والإنسان من جنس الله، وروح الإنسان من روح الله، والروح غير منقسم، فنحن البشر نؤلف الكل الذي يقوم به الكائن الأعظم، وكل شيء يرجع إلى هذا الوحي، نحن الله، وتعالى الله عما يصفون.
إذًا فالماسونية تتفق في الإلحاد، بل إن هناك بعض المحافل تدين بالولاء للشيطان، وتتخذه إله ًا، فهذه إحدى جرائدهم تقول: "إبليس هو رئيسنا" هكذا بصراحة، بل يصرح أحد كهنتهم بأن الحقيقة الفلسفية الخالصة هي أن الله والشيطان متساويان، ولكن الله هو إله النور والخير، وهو الذي ما زال يكافح منذ الأزل ضد إله الظلام والشر.
أما عن موقف الماسونية من المرأة فنجد أن الماسونية تهتم بالمرأة وتعلي من قيمتها، لكن لا يغرنكم هذا الاهتمام؛ لأنه ليس اهتمامًا بالمرأة لأنها زوجة أو لأنها أم أو لأنها أخت أو لأنها شريكة، ولكن اهتمام بالمرأة؛ لأنها في نظرهم تحقق الكثير من أهداف الماسونية الهدامة، فالمرأة عند الماسونية سلاح قوي يقنع الرجال ويلوي أعناقهم ويلغي عقولهم.
ومن هنا كان اهتمام الماسونية بالمرأة أو بالجنس على وجه التحديد، فقد أقامت الماسونية معابد للجنس ومهدت لطالب الجنس، بل إن المتصفح لتوراة اليهود المحرفة يجد أن الجنس هو الطابع المسيطر عليها، وهو الذي يشغل الكثير من صفحاتها، ويعجب المرء من دعوتهم العريضة واتهامهم الأنبياء بجرائم، فعندهم مثلًا داود - عليه السلام - يسطو على زوجة ابنه، وعندهم أن سليمان - عليه السلام - يقتل قائده