ناتجة عن المادة لا أن المادة ناتجة عن الأفكار، ولهذا فإن التناقض لا يكون بين الأفكار إنما يكون بين نظامين قائمين يتولد عنهما ثالث كما يقولون، أما المادية التاريخية فالمقصود بها تفسير التاريخ البشري تفسيرًا ماديًّا، قائمًا على المادة وتأثيرها في مجريات التاريخ البشري وما يقع بينهم من أحداث.
أما مصطلح فائض القيمة فقد تحدثنا عنه في دراستنا عن الاشتراكية، وأما مصطلح إلغاء الملكية الفردية فالمقصود به أنه لا يحق لأي فرد أن يملك شيئًا من الموارد بمفرده، بل لابد أن تكون الملكية عامة على جميع أفراد الشعب وبيد الدولة، وأما صراع الطبقات فالمقصود به التحريش بين الأغنياء والفقراء، والاستئثار بالمال لوصول طبقة "البروليتاريا" إلى الحكم والسلطة، وأما الإقطاع فهو النظام الذي كان معترفًا به أيام تسلط الأباطرة ورجال الدين النصراني على الفقراء، واقتطاعهم الأراضي الواسعة وحرمان الفقراء منها، بل جعلهم عبيدًا لأصحاب الإقطاعيات يباعون مع بقية كائنات الإقطاعية.
وبعد هلاك "كارل ماركس" تتابع على القيام بأمر الشيوعية جمعيات وأفراد ورؤساء، يغذيهم الحقد اليهودي في مؤامرات وثورات وفتن، يتلو بعضها بعضًا على أيدي أشرار خلق الله من الثوريين الشيوعيين. فبعد "كارل ماركس" و"فردريك إنجلز" جاء من بعدهما "ستالين" و"لينين" إلى "بريجنيف"، وقد برز منهم "لينين" و"ستالين" و"تروتسكي". وقد تزعم "لينين" سنة 1913 الثورة الشيوعية العارمة على النظام الرأسمالي، إلى أن مات سنة 1924، ثم نشب صراع بين "ستالين" و"تروتسكي" استطاع "ستالين" ذلك الجبار العنيد أن يخرج منتصرًا بمؤامرة تمت باغتيال "تروتسكي" 1940، تم الأمر لـ "ستالين" الذي أقام الشيوعية قوية أنيفة في روسيا، وفي البلدان التي دارت في فلكها، وتعززت كذلك بانضمام الصين إلى الشيوعية الماركسية سنة 1950، وقامت الأحزاب وتعددت، إلا أن أهم هذه الأحزاب القائمة كانت في البداية تتمثل في حزبين هما: حزب "البلاشفة"، وحزب "المنشفيك".