لا بد من إغراق الأمميين في الرذائل بتدبيرنا عن طريق من نهيئهم لذلك من أساتذة وخدم، وحاضنات ونساء الملاهي، ويقولون: يجب أن نستخدم الرشوة والخديعة والخيانة دون تردد ما دامت تحقق أهدافها، ويقولون: يجب أن نعمل على بث الفزع الذي يضمن لنا الطاعة العمياء، ويكفي أن يشتهر عنا أننا أهل بأس شديد؛ ليذوب كل تمرد وعصيان.
ويقولون: يجب أن ننادي بشعارات الحرية والمساواة والإخاء؛ لينخدع بها الناس، ويهتفوا بها، وينساقوا وراء ما نريد لهم، ويقولون: لا بد من تشييد أرستقراطية تقوم على المال الذي هو في يدنا، والعلم الذي اختص به علماؤنا، ويقولون: سنعمل على دفع الزعماء إلى قبضتنا، وسيكون تعيينهم في أيدينا، واختيارهم يكون حسب وفرة أنصبتهم من الأخلاق الدنيئة، وحب الزعامة، وقلة الخبرة، ويقولون: سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة التي توجه العالم نحو ما نريد، ومن أفكارهم أيضًا أنه لا بد من توزيع الشقة بين الحكام والشعوب، وبالعكس؛ ليصبح السلطان كالأعمى الذي فقد عصاه، ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه.
ويقولون: لا بد من إشعال نار الخصومة الحاقدة بين كل القوى، لتتصارع وجعل السلطة هدفًا مقدسًا تتنافس كل القوى للوصول إليه، ولا بد من إشعال نار الحرب بين الدول؛ بل داخل كل دولة عند ذلك تضمحل القوى تسقط الحكومات، وتقوم حكومتنا العالمية على أنقاضها، ويقولون: سنتقدم إلى الشعوب الفقيرة المظلومة في زي محرريها ومنقذيها من الظلم، وندعوها إلى الانضمام إلى صفوف جنودنا من الاشتراكيين، والفوضويون، والشيوعيون، والماسونيين، وبسبب الجوع سنتحكم في الجماهير، ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سبيلنا، ويقولون: لا بد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية؛ لكي