حدودها، وهذا غيض من فيض من الإحصائيات عن الأصولية النصرانية في أمريكا، يستطيع منه القارئ أن يرى أمريكا الأصولية، وأن يكشف كذب ما تدعيه من أنها راعية السلام في الشرق الأوسط أو غيره، وبينما هي لا تألو جهدًا حكومةً وشعبًا في دعم الأصولية عندها وتوسيع نطاقها، فإنها تسعى في سحق أي أصولية أخرى لأنها تراها تشكل خطرا على مسيرتها.
منهج الأصولية النصرانية، وأشهر شخصياتها، وخلاصة فكرها
منهج الأصولية النصرانية:
الأصولية النصرانية إن كان منهجها يختلف من طائفة إلى أخرى في بعض النقاط، إلا أن السمة الغالبة للجميع هي الدعوة إلى المحافظة على القديم ومحاربة التحديث أو العصرنة، ولا نذهب بعيدا موغلين في التاريخ لنعرف منهج الأصولية النصرانية، بل نتتبع سير الباباوات منتصف القرن التاسع عشر، الذي كان يشغل منصب البابوية فيه "جيسيه بسارتو" أو البابا "بيوس" التاسع، الذي كان برغم لينه وبشاشته ذا بأس شديد في هجومه على الليبراليين.
وقد أصدر هذا "بيوس" العاشر قائمة بالأفكار المرفوضة من جانبه منها: لا يمكن تحت أي ظرف رفض تفسير الكنيسة للإنجيل، رغم ذلك فمن حق رجال الدين وعلمائه تقييم تلك التفاسير. إذا أراد عالم الدين أن يدرس علوم الإنجيل فعليه أن يطرح وراء ظهره كل الآراء المسبقة التي فرضتها الكنيسة.
ثالثًا: أن أحاديث يوحنا المتضمنة في الإنجيل هي بمثابة أفكار صوفية تتضمن الحقائق التاريخية المعضدة لها، ولكن يبدو أن ثمة تعديلا في المنهج الأصولي النصراني في