السماء فقال سبحان الله العظيم». وفي مستدرك الحاكم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح دعاء إلا استفتحه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب»، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وفي الصحيحين، والمسند، وجامع الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهذه الدعوات عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش الكريم»، ورواه ابن ماجه ولفظه «كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم». وفي المسند أيضًا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل بي كرب أن أقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين» {[1]. والغرض من إيراد هذه الأحاديث بيان أن التهليل، والتسبيح، والتحميد من أنواع الدعاء الذي أمر الله تبارك وتعالى أن يكون بتضرع وخفية، وأخبر أنه لا يحب المعتدين أي في الدعاء، ولا في غيره.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن العدوان أن يدعوه غير متضرع، قال: وفي [1] وسيأتي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وفيه أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رفعوا أصواتهم بالتكبير والتهليل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنما تدعون سميعًا بصيرًا.