responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول بلا أصول نویسنده : المقدم، محمد إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 38
الضلالات والطامَّات [1]، وهو الذي يقول فيه الإمام أبو بكر الطُّرطوشي - رحمه الله-: "شحن أبو حامد (الإحياء) بالكذب على رسول الله -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلا أعلم كتابًا على بَسِيطِ الأرض أكثرَ كذبًا منه" [2]، ولذلك أفتى علماء الدولة المرابطية بتحريقه.
- ومن ذلك ما رواه ابن عساكر -رحمه اللَّه- بسنده إلى أبي الفتح الساوي: "أنه كان في المسجد الحرام، فغلبه النوم، فرأى عَرْصَة [3] واسعة فيها ناس كثيرون واقفين، وفي يد كل واحد منهم كتاب مجلد، قد تحلقوا كلهم على رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-، يَعْرِضُونَ أن يقرءوا عليه من كتبهم، إلى أن قال: فلما رأيت أن القوم قد فرغوا، وما بقي أحد يقرأ عليه شيئًا، تقدمت قليلًا، وكان في يدي كتاب مُجَلَّدٌ، فناديت، وقلت: (يا رسول اللَّه، هذا الكتاب معتقدي، ومعتقد أهل السنة، لو أذنت لي حتى أقرأه عليك؟) فقال: (وأَيْشِ ذاك؟) قلت: (يا رسول اللَّه، هو "قواعد العقائد" الذي صَنَّفَهُ الغزالي)، فَأَذِنَ لي في القراءة، فقعدت وابتدأت، وقرأت عليه الكتاب) [4].
وليت شِعري كيف يمثل "قواعد العقائد" عقيدة أهل السنة والجما عة، وهو كتاب مبني على المذهب الأشعري [5]، وقد شُحِن بأساليب علم الكلام الذي ذمَّه السلف، ونَفَّروا منه، وهو كتاب يحوم حول شرح صفات المعاني السبع: الحياة، والقدرة، والعلم، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، كما أنه مُشْتَمِل على الجوهر، والعَرَض، ونحوهما من عبارات المتكلمين المبتدعة، فما كان هذا شأنه يستحيل أن يرضى عنه أويقبله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

[1] راجع في بيانها مفصلة "أبو حامد الغزالي والتصوف" للشيخ عبد الرحمن دمشقية - ط. دارطيبة - الرياض.
(2) "سير أعلام النبلاء" (19/ 328).
[3] العَرْصَةُ: ساحةُ الدار، والبقعة الواسعة بين الدور لا بناء فيها.
[4] انظر: "تبيين كذب المفتري" ص (297 - 299).
[5] انظر: "الأشاعرة في ميزان أهل السنة" لفيصل الجاسم، المبرة الخيرية - الكويت، "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" للدكتور عبد الرحمن المحمود -مكتبة الرشد- الرياض.
نام کتاب : أصول بلا أصول نویسنده : المقدم، محمد إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست