نام کتاب : أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد نویسنده : التُّسُولي جلد : 1 صفحه : 223
واضطرب لها المسلمون!، ثم جعل العلج يمرح بين الصفّين، وينادي: "هل من مبارز اثنين بواحد؟ "، فبرز إليه رجل من المسلمين، فتجاولا ساعة، فقتله العلج، وجعل يكرّرا ويحمل: "هل من مبارز ثلاثة بواحد؟ "، فبرز إليه رجل، فقتله العلج، فصاح المشركون، وذلّ المسلمون- وكادت أن تكون كسرة-!.
فقيل للمنصور: "ما لها غير ابن المصحفي " فبعث إليه: فحضر، فقال المنصور: "ألا ترى ما يصنع هذا العلج؟ " قال: "بعيني جميع ما جرى" قال: "فما الحيلة فيه؟ " قال: "وما الذي تريد؟ " قال: "تكفي المسلمين شرّه " قال: "نعم"، ثم قصد إلى رجال يعرفهم، فاستقبله رجل من رجال الثغور [2] على فرس قد نشزت أوراكها هزالاً- وهو: يحمل قربة ماء بين يديه على الفرس، والرجل في نفسه وحليته: غير متصنّع، فقال له- ابن المصحفي-: "ألا ترى ما يصنع هذا العلج؟ " قال: "قد رأيته!، فماذا ترى فيه؟ " قال: "يزال رأسه الآن" قال: "نعم"، فلبس لأمة [3] حربه، وبرز إليه، فتجاولا ساعة، فلم ير الناس إلاّ المسلم خارجاً إليهم يركض، ولا يدرون ما هنالك؟، فإذا الرجل: يحمل رأس العلج، فألقى الرأس بين يدي المنصور!، وقال ابن المصحفي له: "عن مثل هذا أخبرتك: بأنه ليس في عسكرك ألف، ولا خمسمائة، ولا مائة، ولا خمسون، ولا عشرون، ولا عشرة" [31/أ] فردّ ابن المصحفي إلى منزلته فأكرمه، وأكرم قاتل العلج) [4] اهـ.
1 - في "ب" و"ج" و"د" (يكرّ) وما أثبتناه مناسب للسياق. [2] - مفرده "ثعر" وهو: كل موضع قريب من أرض العدوّ، كأنه مأخوذ من الثغر، وهي الفرجة في الحائط، وهو في مواضع كثيرة، منها: ثعر الشام، وطرسوس، والمصيصة وغيرها. (ياقوت الحموي- معجم البلدان: 2/ 79 - 80). [3] - اللأمة- بالفتح- الدّرع، وجمعه: لأم ولؤم، والفارس لأمته لسمها. (البستاني- فاكهة البستاد: 1275). [4] - أورده الطرطوشي في "سراح الملوك ": 176 - 178، "باب: في ذكر الحروب ومكائدها وحيلها وأحكامها" وذكر أنه نقله من أستاذه: القاضي أبو الوليد الباجي.
نام کتاب : أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد نویسنده : التُّسُولي جلد : 1 صفحه : 223