نام کتاب : أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد نویسنده : التُّسُولي جلد : 1 صفحه : 226
بسهام [1] مسمومة ترمي بها الخوارج، يصنعها رجل يقال له: "أبزى" فقال: "كفيتكم العبد- إن شاء الله-"، ثم كتب إليه: "من المهلّب إلى أبزى، أما بعد:
فقد وصلت هديّتك، وحسن موقعها، وقد أنفذت لك مع كتابي ألف درهم، فاقبضها، ولا تقطع مواصلتي ومهاداتي أعظم وفدك، وتجدني حيث شئت".
وقال للرسول: "تعرض لجماعة من الخوارج، حتى يأخذوا الكتاب منك، ويدفعوه إلى رئيسهم "قطري" [2] - ففعل ما أمره به- فلما وصل الكتاب إلى "قطري"، عجّل على "أبزى" بالقتل، قبل أن يعرف صحة الخبر، وقال: "ما أصنع بمن يهادي المهلّب "، فافترقوا لذلك، وكان هذا سبب اختلافهم، فقال المهلّب- لأصحابه-: "لا تشغلوهم عن المنازعة بالقتال، فإنّهم إن افترقوا الآن لن يجتمعوا أبداً" فكان كما قاله).
وحكى عن كسرى: (أنه بعث "الاصبهند" إلى الروم، في جيش عظيم، فأعطي من الظفر ما لم يعط أحد من الظفر قبله، فظن "كسرى": أن ذلك يغيره عليه، ويوجب له كبراً، فبعث إليه رجلاً، ليقتله- وكان المبعوث عاقلاً- فلما رأى عقل "الاصبهند" وتدبيره، قال: "ما يصلح هذا بغير جرم"، ثم [1] - مفرده: "سهم" وهو: عود من الخشب يسوّى، في طرفه نصل يرمى به عن القوس. (شيت خطاب- المصطحات العسكرية: 1/ 380). [2] - هو أبو نعامة، ابن الفجاءة، جعونة بن مازن بن يزيد الكناني المازني التميمي، من رؤساء الأزارقة "الخوارج" وأبطالهم. من أهل "قطر" بقرب "البحرين"، كان خطيباً فارساً شاعراً. استفحل أمره في زمن مصعب بن الزبير، لما ولي العراق نيابة عن أخيه عبد الله، وبقي "قطري" ثلاث عشرة سنة يقاتل ويسلّم عليه بالخلافة وامارة المؤمنين، والحجاج بن يوسف يسثر إليه جيشاً بعد جيش، وهو يردهم ويظهر عليهم، اختلف المؤرخون في مقتله، فقيل: عشر به على فرسه، فاندقت عنقه فمات، وقيل: توجه إليه سفيان بن الأبرد الكلبي، فقاتله وقتل في المعركة، وذلك في (سنة 78هـ).
(ابن خلكان- وفيات الأعيان: 4/ 93 - 95، الزركلي- الأعلام: 5/ 200 - 201).
نام کتاب : أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد نویسنده : التُّسُولي جلد : 1 صفحه : 226