responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب نویسنده : بطال الركبي    جلد : 0  صفحه : 15
شرح أنواع غريب اللغة، ومن أصحها مادة من قبل اهتمامه بالنقل عن المصادر التى التزمت بما أجمع على صحته علماء اللغة العربية.
كما يعد من أشمل المصنفات في جمع المادة الفقهية بعامة، وفي كتاب المهذب بخاصة.

مظاهر الشرح في النظم المستعذب
تأصيل المعانى:
من أبرز سمات شرح الركبي: اهتمابه برد المعانى إلى أصولها، يفعل هذا مبالغة في توضيح المعنى المراد، بمختلف الوسائل اللغوية، ولا تكاد تخلو مادة من المواد التى تناولها من هذه المحاولات الملحة.
والوسائل المتنوعة التى نلمسها من اللغويين على تفاوت مذاهبهم في رد معانى المشتقات إلى أصولها تسير حسب اجتهاد وميل كل واحد منهم، وذلك؛ لأن اثبات أصول المعانى لهذه المشتقات لا يخضع إلى قياس محدد، ومن ثم نرى تفاوتًا بين هذه الأصول. وقد ثبت هذا في شرح الركبي على عدة صور، منها:
- التنبيه بدء على أصل المعنى، ثم ذكر الاستعمالات التى تؤيد ما يذهب إليه.
وذلك نحو قوله: "أصل العَفو: المحو، يقال: عفا الأثرُ، أى: امّحى وذهب وعفا الربع: امحى رسمُه ودرس، فكأنه مُحى عنه الذنبُ، ولم يكتب عليه [33]. وقوله: "أصل الفحش": القبح، والخروج عن الحق، وذلك قيل للمفرط في الطول: إنه لفاحش الطول، والكلام القبيح غير الحق: كلام فاحش، والمتكلم به: "مُفحش" [34] وقوله: "أصل الفجر": الشق، ومنه سمى الفجر، كما سمى فَلَقا وفَرَقا، والعاصى: شاق لعصا الطاعة" [35] وقوله: "تحريم المبتوتة" أصله: من بَتَّ الحبلَ: إذا قطعه، كأنه قطع بالطلاق مواصلتها ومعاشرتها [36] وقوله: "أصل الفطر: الشق، يقال: فطر ناب البعير: إذا انشق موضعُه للطلوع، ومنه قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [37] أى: انشقت، فكأن الصائم يشق صومه بالأكل" [38].
وهذا فيما كان أصل معناه واضحا، ويكاد يجمع عليه أهل اللغة. ولا شك في أنه يعول على الأصل الذى يتصل بالمعنى المراد، لأن مادة (ع ف و) تحتمل أصول معان كثيرة، فمنها مثلا: العفو: بمعنى الكثرة، ومنه قوله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا} [39] ومنه الحديث: "أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أن تُحْفى الشوارب وتُعْفى اللحى" [40].
قال الكسائى: قوله: "تعفى" توفر وتكثر [41]، وقال الخطابي [42]: غلام عاف أى: وافر اللحم، وأصله: من قولك: عفا الشىءُ: إذا كثر، قال الله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا} أى: كثروا ونموا: وأنشد أبو عبيدة [43] شاهدا له قول لبيد:
ولكنا نُعِضُّ السيفَ منها ... بأسْوُقٍ عافياتِ اللحمِ كومِ
ومن أصول معانيه أيضًا: الطلب، ومنه قول الأعشى ([44]):

[33] النظم ص 16.
[34] السابق ص 70.
[35] نفسه ص 54.
[36] نفسه ص 126.
[37] سورة الانفطار آية 1.
[38] النظم ص 159.
[39] سورة الأعراف آية 95 وانظر مجاز القرآن 1/ 222.
[40] غريب الحديث 1/ 148.
[41] السابق.
[42] غريب الحديث 2/ 293.
[43] في مجاز القرآن 1/ 222.
[44] ديوانه ص 71.
نام کتاب : النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب نویسنده : بطال الركبي    جلد : 0  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست