responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 20
وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: نشأ الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى في تَصَوِّنٍ تام وعفافٍ وتألهٍ وتعبدٍ واقتصادٍ في الملبس والمأكل، وكان يحضر المجالس والمحافل في صغره، ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم فأفتى وله تسعة عشر سنة، بل أقل، وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت، وأكب على الاشتغال، ومات والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم فدرَّس بعده بوظائفه وله إحدى وعشرون سنة، واشتهر أمره وبَعُدَ صِيته في العالم، وأخذ في تفسير الكتاب العزيز في الجمع على كرسيٍ من حفظه، وكان يُورد المجلس ولا يتلعثم، وكذا كان الدرس بتؤدة وصوتٍ جهورٍ فصيح. فكلامه عن شيخ الإسلام تيمية رحمه الله تعالى يطول، والذي نريد أن نشير إليه أنه رحمه الله تعالى كان جامعة للعلوم، وهذا هو الأصل في التلقي والتعلم من جهة طلاب العلم أنه يأخذ الشريعة بكمالها، ولا ينظر في علمٍ دون علمٍ، وهذا هو ديدن أهل العلم قديمًا، وكذلك في الحاضر ممن يُعتمد كلامهم بأنهم يتعلمون الشريعة على وجه الكلام، وكل علمٍ يعتبر خادمًا للكتب والسنة حينئذٍ يُعتنى به على قدر حاجتهم مما يحتاج إليه في فهم الكتاب والسنة، وإذا قام علم الفقه على أصول الفقه حينئذٍ أتقنوا وأحكموا أصول الفقه من أجل إحكام الفقه، وإذا كان مستند أصول الفقه قائمًا على لغة العرب حينئذٍ أحكموا وأتقنوا لغة العرب من أجل إتقان أصول الفقه لأجل إتقان الفقه. وكذلك إذا كان التفسير معتمدًا على لسان العرب بأنواعه نحوًا وصرفًا وبيانًا حينئذٍ لا يتقدمون إلى التفسير دراسة وتدريسًا إلا إذا أتقنوا هذه العلوم على وجهها فكانوا جامعة، وهذا الشأن في كل عالمٍ تنظر إليه في القديم والحديث إنما كان جامعة ينشأ منذ صغره أو منذ أن يتوجه إلى العلم على الطريقة المعلومة عند أهل العلم، وما شاع في العصور المتأخرة بناء على وجود الجامعات والتخصصات هذا لا يُعرف عند أهل العلم البتة. وما نشأت الفتاوى الشاذة والأقوال الفريدة التي تبناها بعضهم وأن هي مخالفة لإجماعٍ أو مخالفة لأصول الشريعة إنما كان أساسه هو عدم فهم للعلم على الوجه الذي عناه العلماء، وإنما أخذوا من العلم بطرف فذاك فقيه لا يُتقن لسان العرب، وآخر مفسر لا يتقن أصول الفقه، ورابع، وخامس .. إلى آخره، نقول: هؤلاء كلهم عند أهل العلم لا يُعَدُّون من العلماء.

نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست