نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127
وليس البراء من الكافرين هم مجرد البراء من أشخاصهم، بل هو أيضاً البراء من أفعالهم وبغضها، وما ذلك إلا لأن ولاءهم هو سبيل الضلال أو الضلال بعينه كما جاء في قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة، آية: 51).
ـ وقال تعالى: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة، آية: 24).
والبراء من الكافرين يجنب صاحبه الوقوع في أعمال المعصية والضلال التي يقترفونها، ويجنبه التشبه بأعمالهم التي تؤدي به إلى الضلال، ثم إن البراء منهم تجنبه محاولتهم ثنيه عن إيمانه وهداه، قال تعالى: "وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ" (النساء، آية: 89) [1].
12 ـ الجهاد: ومن أسباب الهداية الجهاد في سبيل الله، فقد رتب سبحانه وتعالى الهداية على الجهاد، وجعله سبباً من أسباب زيادة الهدى، قال تعالى: " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" (العنكبوت، آية: 69). علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً، ومراتب الجهاد أربع:
أ ـ جهاد النفس:
إحداها: أن يجاهد على تعلم الهدى، ودين الحق الذي لا فلاح لها، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا بها، ومتى فاتها علمه، شقيت في الدارين. [1] المصدر نفسه (1/ 264).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127