نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 129
الأولى: باليد إذا قدر، فإن عجز، انتقل إلى اللسان، فإن عجز، جاهد بقلبه، فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد "ومن مات ولم يغز، ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق [1]، ولا يتمُّ الجهاد إلا بالهجرة، ولا الهجرة والجهاد إلا بالإيمان، والرّاجون رحمة الله هم الذين قاموا بهذه الثلاثة قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌرَّحِيمٌ" (البقرة، آية: 218).
وكما أن الإيمان فرض على كلَّ أحد، ففرض عليه هجرتان في كل وقت: هجرة إلى الله عز وجل بالتوحيد، والإخلاص والإنابة والتوكل، والخوف، والرجاء، والمحبة، والتوبة. وهجرة إلي رسوله بالمتابعة، والانقياد لأمره، والتصديق بخبره، وتقديم أمره وخبره على أمر غيره وخبره "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إمرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه [2]، وفرض عليه جهاد نفسه في ذات الله، وجهاد شيطانه، فهذا كله فرض عين، لا يتوب فيه أحد عن أحد، وأما جهاد الكفار المنافقين، فقد يُكتفى فيه ببعض الأمة إذا حصل منهم مقصود الجهاد [3].
ثالثاً: الضلال ومراتبه:
الضلال: ضد الهدى، وضللت بعيري: إذا كان معقولاً فلم تهتد لمكانه، وضل عني: ضاع، وضللته: أنسيته.
ويقال لكل عدول عن المنهج عمداً، أو سهواً، يسيراً كان أو كثيراً: ضلال، فإن الطريق المستقيم الذي هو المرتضى صعب جداً [4]، وإضلال الله للإنسان على وجهين:
إحداهما: أن يكون سببه وهو أن يضل الإنسان فيحكم الله عليه بذلك في الدنيا، ويعدل به عن طريق الجنة إلى النار في الآخرة. [1] مسلم في الإمارة رقم 1910. [2] فقه الجهاد للقرضاوي (1/ 41) زاد المعاد لابن القيم (3/ 1205). [3] زاد المعاد لابن القيم (3/ 1205). [4] السنن الإلهية في الحياة الإجتماعية (1/ 100).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 129