نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 173
18 ـ صحبة السواء والبيئة الفاسدة:
بين سبحانه وتعالى أن الصاحب السوء قد يكون سبباً في ضلال صاحبه، قال تعالى: "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا" (الفرقان، آية: 27 ـ 29).
ويصور القرآن الكريم جانباً من وسوسة صاحب السوء لصاحبه بقوله: " يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ" على سبيل الاستهجان والاستبعاد للبعث والحساب، ثم يبين أنه لولا فضل الله على ذلك الصاحب وعدم استجابته له لكان هو وإياه في سواء الجحيم [1].
ـ قال تعالى: "فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ" (الصافات، آية: 50 ـ 57)، فمخالطة أهل السوء ومصاحبتهم ضلال، أو سبيل إليه، ومقاربة منه [2].
19 ـ التشبه بالضالين:
حذر القرآن الكريم بالتشبه باليهود والنصارى وسائر الكفرة لأن هذا التشبه يؤدي إلى الضلال، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا" (الأحزاب، آية: 69). [1] في ظلال القرآن (5/ 2987 ـ 2988). [2] السنن الإلهية (1/ 200).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 173