نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 219
لقد أدرك سليمان عليه السلام أنه ـ في جنب الله ـ في حاجة إلى الرحمة والعطف واللطف أشد من حاجة هذه النملة إلى ذلك منه ولهذا قال:"وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ" (النمل، آية: 19).
ثانياً: الأسباب والتوكل:
التوكل على الله سبحانه ـ وتعالى ـ لا يمنع من الأخذ بالأسباب فالمؤمن يتخذ الأسباب من باب الإيمان بالله وطاعته فيما يأمر به من اتخاذها، ولكنه لا يجعل الأسباب هي التي تنشيء النتائج فيتوكل عليها [1]، فالتوكل: هو قطع النظر في الأسباب بعد تهيئة الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: أعقلها وتوكل [2].
ففي جانب الأسباب يقول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ" (النساء، آية: 71)
ــ وقال تعالى:"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ" (الأنفال، آية: 60)
ــ وقال تعالى:"فَإذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ" (الجمعة، آية: 10).
وفي جانب التوكل، قال تعالى:"وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (آل عمران، آية: 122).
ــ وقال تعالى:"فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ" (آل عمران، آية: 159).
ــ وقال تعالى:"وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (المائدة، آية: 23).
ولقد أرشدنا النبي صلى اله عليه وسلم في أجاديث كثيرة إلى ضرورة الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، كما نبه صلى الله عليه وسلم على عدم تعارضها، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماساً، وتعود بطانا [3]. [1] التمكين للأمة الإسلامية صـ 252. [2] صحيح ابن حبان (2/ 510). [3] سنن الترمذي (4/ 573) رقم 2344 حسن صحيح.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 219