نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 237
وأرجحها أن المراد صفر حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية، والأزمنة لا دخل لها في التأثير، وفي تقدير الله عز وجل فهو كغيره من الأزمنة يقدر فيه الخير والشر فهذه الأربعة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على وجوب التوكل على الله، وصدق العزيمة ولا يضعف المسلم أمام هذه الأمور، والنفي في هذه الأربعة ليس نفياً للوجود، لأنها موجودة ولكنه نفي للتأثير، فالمؤثر هو الله فما كان منها سبباً معلوماً فهو سبب صحيح، وما كان منها سبباً موهوماً فهو سبب باطل، ويكون نفياً لتأثيره بنفسه ولسببيته، فالعدوى موجودة، ويدل لوجودها قوله صلى الله عليه وسلم: لا يورد ممرض على مصح [1]. أي لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل الصحيحة، لئلا تنتقل العدوى وقوله صلى الله عليه وسلم: فر من المجذوم فرارك من الأسد [2]، الجذام: مرض خبيث معد بسرعة ويتلف صاحبه، فالأمر بالفرار حتى لا تقع العدوى، وفيه اثبات العدوى لتأثيرها، لكن تأثيرها ليس أمر حتمي بحيث تكون علة فاعلة، ولكن أمر النبي صلى الله عليه وسلم الفرار من المجذوم وأن لا يورد ممرض على مصح، من باب تجنب الأسباب، لا من باب تأثير الأسباب بنفسها، قال تعالى:"وَلاَتُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (البقرة، آية: 195)، ويقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينكر تأثير العدوى، لأن هذا أمر يبطله الواقع والأحاديث الأخرى، فإن قيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال: لا عدوى، قال رجل: يا رسول الله أرأيت الإبل تكون في الرمال مثل الضبا فيدخلها الجمل الأجرب فتجرب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن أعدى الأول ([3])، [1] البخاري رقم 5771. [2] البخاري رقم 5707. [3] المجموع الثمين لابن عثيمين (2/ 212) ..
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 237