نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 240
4ـ الحث على طلب الاسباب في الأمور المكفولة:
ترشدنا الآيات القرآنية إلى الأمر الشرعي قائم على حث الخلق على الأخذ بالأسباب حتى في الأمور التي كفلها الله له بموجب فضله وكرمه، ومن شواهد ذلك قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك، آية: 15).
فقد تكفل الله برزق مخلوقاته بدليل قوله تعالى: "وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا" (هود، آية: 6).
ـ وقال تعالى: "وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَاتُوعَدُونَ" (الذاريات، آية: 22).
ـ وقال تعالى: "وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ" (العنكبوت، آية: 60). ولكنه سبحانه جعل طريق وصول هذا الرزق وتحصيله في الأخذ بالأسباب والسعي والكسب في الحياة (1)
ومع تقدير الله للعبد في الرزق، فيجب عليه طرق الأسباب في طلب الرزق، وهذا لا ينافي التوكل، وزيادة الرزق جعل الله لها أسباباً منها:
أ ـ صلة الرحم: قال صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه [2].
ب ـ تقوى الله: قال تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (الطلاق، آية: [2] ـ [3]).
وكذلك اجتناب البغي، وظلم العباد، والرياء، وأكل مال اليتيم.
وكذلك الأسباب الطبيعية والمادية، كالسعي للرزق وبذل الجهد، واختيار الأزمان المناسبة وحسن اختار المكاسب النافعة ونحو ذلك، وهذه الأسباب والمسببات كلها بقدر الله تعالى ومشيئته [3].
(1) المصدر نفسه صـ146. [2] البخاري رقم 1961. [3] أصول الاعتقاد في سورة يوسف صـ501.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 240