نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 256
فالإنسان في مثل هذه الشدائد ينسى تلك الأشياء التي كان يتعلق بها ويرجع إلى ربه، فتحصل له معرفة قوية من أقوى مايكون المعارف، فإن المعارف التي تحصل في النفس بالأسباب الاضطرارية أثبت وأرسخ من المعارف التي ينتجها مجرد النظر القياسي الذي ينزاح عن النفوس في مثل هذه الحال [1].
3ـ دلالة السنة النبوية على تأثير الدعاء:
وأما السنة الدالة على تأثير الدعاء، فأكثر من أن تحصر فقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أمران: فعله للدعاء والثاني: حثه صلى الله عليه وسلم وترغيبه في الدعاء [2]، ومن الأدلة ما يلي:
أ ـ حديث أنس بن مالك: قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله هلك الكراع وهلك الشاء، وفي رواية وجاع العيال، وفي رواية أخرى: هلكت الأموال وانقطعت السبل فأدع الله أن يسقينا فمد يديه ودعا، وفي رواية وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، ثم جاء ذلك الرجل أو غيره في الجمعة المقبلة فقال: تهدمت البيوت وانقطعت السبل فأدع الله يمسكها، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت [3].
ب ـ حديث النزول، وهو حديث مشهور متواتر، ومن طرقه، ما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟ (4) [1] الدعاء ومنزلته من العقيدة (1/ 369). [2] المصدر نفسه (1/ 366). [3] البخاري رقم 932، مسلم رقم 897.
(4) فتح الباري على صحيح البخاري (3/ 29)، رقم 1145، مسلم رقم 758.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 256