نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264
يقول محمد رشيد رضا: فوجود الأعداء والمبغضين ضرب من ضروب العقوبة، وإن لم يستطيعوا إيذاء الباغي لعجز، فكيف إذا قدروا وفعلوا الغالب؟ وأما بغي الملوك والحكام على الأقوام والشعوب فأهون عقوبته عداوتهم والطعن عليهم، وقد تفضي إلى إغتيال أشخاصهم، أو إلى شل عروشهم والقضاء على حكمهم، إما بثورة من الشعب تستبدل بها عرشاً بعرض، أو نوعاً من الكم بنوع آخر، وإما بإغارة دولة قوية على الدولة التي يضعفها البغي، تسلبها إستقلالها وتستولي على بلادها [1]. وتلك هي عدالة الله في تحقيق قانونه في الخلق وجزائهم بجنس ما يعملون [2].
2 ـ قال تعالى: "اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" (فاطر، آية: 43).
"اسْتِكْبَارً افِي الْأَرْضِ" إي استكبروا عن اتباع آيات الله "وَمَكْرَ السَّيِّئِ"، أي: ومكروا بالناس في صدِّهم إياهم عن سبيل الله.
"وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ"، أي: وما يعود وبال ذلك إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم [3].
فمن سنن الله ونواميسه في خلقه "لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ"
ولهذا قيل: وما ظالم إلا سيُبلى بظالم
وقال الشاعر:
لكل شئ آفة من جنسه ... حتى الحديد سطا عليه المُبردُ (4)
فما يصيب مكرهم السيء أحداً إلا أنفسهم وهو يحيط بهم ويحيق ويحبط أعمالهم، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا ينتظرون إذن؟ [1] تفسير المنار (11/ 344). [2] السنن الإلهية د. مجدي عاشور صـ228. [3] الجزاء من جنس العمل (1/ 84).
(4) التحرير والتنوير (22/ 235).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264