نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 268
5 ـ سلب النعمة عمن منعها مستحقها:
يبين القرآن الكريم أن عقاب الله بالمرصاد لمن منع أحداً شيئاً يستحقه وأن سنة الله في هذا أن ينقلب مقصود المانع عليه ويعامله الله بنقيض مقصوده، فيأخذ الله ما بين يديه من نعمة ويسلبه ما كان سبباً في التجني على خلقه ويتركه في رماد، والشاهد على ذلك جلياً في قصة أصحاب الجنة التي قصّها علينا القرآن للاعتبار والعظة، قال تعالى: "إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَ اقَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ" (القلم، 17 ـ 27).
فأصحاب الجنة لما عزموا على منع الفقير حقه الذي كفله الله له عوقبوا بنقيض قصدهم، فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية، رأس المال والربح والصدقة، فلم يبق لهم شئ ثم بين الله أن حكمه هذا سنة جارية، في خلقه وقضاء عام لمن وقع في مثله "كَذَلِكَ الْعَذَابُ" (القلم، آية: 33) أي: هكذا عذاب من خالف أمر الله وبخل بما آتاه الله وأنعم به عليه ومنع حق المسكين والفقير وذوي الحاجات [1].
وبالمقابل فإن الله قد ضمن لمن تعدى بخيره على غيره أن يرزقه من جنس ما أنفقه ويزيده فيه سواء في الدنيا أو في الآخرة، فقال: "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (سبأ، آية: 39).
وقال تعالى: "وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" (البقرة، آية: 272). [1] السنن الإلهية د. مجدي عاشور صـ241.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 268