نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 31
ــ وفي الأحاديث نفسها ما يدل على ذلك، ألا وهو قوله: "إذا ذكر أصحابي فامسكوا" فهل معناه الإمساك عن ذكر الصحابة وفضائلهم وجهادهم؟ أم أن النهي منصب على شئ معين؟: وهو الإمساك عن ذكرهم بالباطل، وعما شجر بينهم ـ رضوان الله عليهم جميعاً ـ وكذلك يقال في القدر.
ــ والرسول صلى الله عليه وسلم نهى الصحابة عن التنازع في القدر، وهذا حق؟ لأن التنازع مظنة الاختلاف، وهذا داعٍ إلى القول فيه بغير الحق، وهو منهي عنه، وإلا فالقدر من أركان الإيمان، ولا بد من معرفة هذا الركن بالتفصيل كما جاء في الكتاب والسنة وأقوال السلف، حتى يتحقق الإيمان، وحتى يثمر ثماره المرجوة.
ــ وعلماء السلف الذين ذكروا القدر، وبحثوا فيه، بل ألفوا رسائل وكتباً مستقلة، هل معناه أنهم خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإذا كانت ترد حوله بعض الإشكالات، ألا يجب بيان الحق للناس حتى لا يضلوا؟ وحتى لا يكونوا على بصيرة من أمر دينهم؟
ــ أما ما يؤثر عن بعض العلماء من أن القدر سر لله في خلقه، وهذا صحيح يجب إدراكه لكل من يبحث في القدر، لكن هذا محصور في الجانب الخفي من القدر، ألا وهو كونه ـ سبحانه وتعالى ـ أضل وهدى، وأمات وأحيا، ومنع وأعطى، وقسم ذلك بين عباده بقدرته ومشيئته النافذة، فمحاولة معرفة سر الله في ذلك لا تجوز، لأن الله حجب علمها حتى عن أقرب المقربين، أما جوانب القدر الأخرى وحكمه العظيمة، ومراتبه ودرجاته وآثاره، فهذا مما يجوز الخوض فيه، وبيان الحق للناس فيه، بل بيانه مما يندب إليه وينبغي شرحه وإيضاحه للناس، إذ الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان التي ينبغي تعلمها ومعرفتها [1]. [1] القضاء والقدر د. عبد الرحمن المحمود صـ27.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 31